بسبب الخلافات الداخلية

فتح تتهرب من إحياء ذكرى رحيل أبو عمار بغزة

غزة-محمود فودة

تحاول حركة فتح يائسةً إيجاد أسباب مقنعة لإلغاء فعاليات إحياء الذكرى الثانية عشر لوفاة الرئيس الراحل ياسر عرفات في قطاع غزة، فالخلافات الداخلية في البيت الفتحاوي باتت تنعكس على فعاليات الحركة، وفي المؤتمر السابع خير دليل.

ورغم أن زعيم حركة فتح محمود عباس وخصمه محمد دحلان يعتبران ذكرى رحيل الرئيس أبو عمار رمزاً لوحدة فتح، إلا أن الخلافات بينهما بلغت مرحلة كسر العظم، وبات اللعب فيها على المكشوف، سواء في غزة أو الضفة، فبينما يسود التخبط أروقة المقاطعة، يتواصل التخطيط الهادئ للمرحلة المقبلة من قبل تيار دحلان.

وأعلنت حركة فتح في قطاع غزة، رسمياً أنها لن تقيم احتفالاً لإحياء ذكرى رحيل ياسر عرفات، وذلك على لسان عضو مجلسها الثوري فيصل أبو شهلا الذي قال: "إن الحركة اتخذت قرارا نهائيا بعدم إقامة مهرجان لإحياء ذكرى وفاة أبو عمار".

ولم يستطع أبو شهلا إيعاز فشل إقامة الاحتفال بغزة؛ للخلافات الفتحاوية، إذ يمثل قطاع غزة ساحة شعبية خصبة لتيار دحلان مقارنة بشعبية عباس، مما حذا به إلى تبرير القرار بقوله: "بعد ما جرى قبل عامين من تفجير خمسة عشر منزلاً لقيادات حركة فتح في القطاع، وبعد تكرار الرفض لإحياء الذكرى بغزة، وحتى لا نكرر هذه المواقف والأحداث، اتخذنا هذا القرار"، مشيراً إلى أن الاحتفال المركزي سيقام في مقر المقاطعة برام الله.

واعتادت حركة فتح إلقاء تهم إلغاء فعاليات إحياء ذكرى أبو عمار على حركة حماس ووزارة الداخلية بغزة، إلا أنها استشعرت مبكرا أنه لا مشكلة لدى الأطراف سابقة الذكر في إقامة فعاليات الذكرى، مما دفعها إلى الهروب دون إيجاد مبرر واضح لذلك.

وفي ذلك، قال مسؤول في حركة فتح بغزة: "إن القرار اتخذ دون مشاورة الهيئات القيادية أو القواعد في محافظات غزة؛ نظرا لطبيعة الأزمة التي وصلت إليها الحركة في ظل الخلافات القائمة بين تياري عباس ودحلان".

وأوضح في اتصال هاتفي مع "الرسالة"، أن قيادة فتح في الوقت الحالي منشغلة في معالجة ما يجري في مخيمات الضفة، والتحركات المريبة لدحلان في القاهرة، ومتابعة التقارب الحاصل مع حماس.

وأشار إلى أن مرّد القرار يعود إلى التخوف من وقوع مشاحنات لا يحمد عقباها بين أنصار عباس ودحلان في حال تم إقامة مهرجان في غزة، ولذلك كان من الأفضل إلغاء الاحتفاليات بأكملها.

ومن المعتاد أن تقع المشاجرات في أي فعالية لحركة فتح مهما صغرت في قطاع غزة، فالانتخابات الداخلية للأقاليم تشهد على الإشكاليات التي بلغت في بعض المناطق استخدام السلاح.

وفي المقابل، تتوقع الأوساط الفتحاوية أن تُلقي الأحداث الأمنية الأخيرة التي وقعت في مخيمات الضفة بظلالها على فعاليات إحياء ذكرى وفاة أبو عمار في مدن الضفة، مما سيدفع إلى تقنينها، وإبقائها على مناطق نفوذ تيار عباس.

على أي حال، باتت ذكرى أبو عمار محلا لكشف الجرح الفتحاوي الذي يزداد نزيفه يوما بعد يوم، بدلا من أن تكون جامعة للكل الفتحاوي، مما يستدعي الأطراف الوطنية إلى التدخل لوقف الأزمات الفتحاوية المؤثرة بطبيعة الحال على مستقبل القضية الوطنية التي تستحوذ الحركة على تمثيلها في المحافل الإقليمية والدولية.

 

البث المباشر