عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الاسلامي

الهندي: بقاء عباس أو غيابه لن يؤثر دون إصلاح المنظمة

خلال الندوة
خلال الندوة

غزة-الرسالة نت

أكد محمد الهندي عضو المكتب السياسي للجهاد الإسلامي، أن حركته ستدعو خلال الأسبوع الجاري الفصائل الفلسطينية في غزة إلى ورشات عمل؛ لمناقشة بنود المبادرة التي طرحها الأمين العام رمضان شلح، والتي تضمنت 10 بنود، أبرزها إلغاء اتفاق أوسلو، وسحب الاعتراف بـ(إسرائيل)، وتفعيل المقاومة والانتفاضة الفلسطينية.

وأوضح الهندي، خلال برنامج (الصالون الصحفي) الذي نظمه منتدى الإعلاميين الفلسطينيين اليوم، أن هذه الورشات ستكون مقدمة لعقد مؤتمر من أجل إقرار النقاش حول المبادرة، والوصول إلى تفاهمات بين كل الفصائل، قائلا: "سندرس كل الخيارات التي تجعل المبادرة شعبية بامتياز".

وأضاف: "أوسلو كان مظلة لضياع الحقوق الفلسطينية حتى بات قيام دولة على حدود الرابع من حزيران عام 1967 وهم غير قابل للتطبيق، و60% من أراضي الضفة باتت دولة للمستوطنين، والاراضي الباقية لا يملك الفلسطينيون السيطرة عليها".

وتابع الهندي: "أوسلو انتهى، والمفاوض الفلسطيني لا بدائل أمامه، لذا فهو ينساق مع الدعوات والمبادرات، التي كان آخرها مؤتمر باريس، رغم علم الجميع أن أوروبا لا تملك تأثيرا سياسيا، وهي ارتضت لنفسها أن تلعب دور الممول لمشاريع السلطة، وأن تكون ذيلا للسياسة الامريكية".

سنعقد الأسبوع الجاري ورشات عمل لمناقشة مبادرة شلح

وذكر أن المنطقة تتحرك بسرعة، وهناك خرائط جديدة ترسم وحروب أنشأت ومرشحة لأن تستمر لسنوات، وستكون القضية الفلسطينية منسية في ظل هذه الأوضاع، مشيراً إلى أن البعض في المنطقة يريد اجراء مصالحات فلسطينية لتساهم في انهاء الصراع مع (إسرائيل).

واعتبر الهندي أن الجهاد طرحت المبادرة من هذا المنطلق، لتكون مدخلا للحوار الفلسطيني؛ بهدف تعزيز الصمود في وجه الاحتلال، ورفض مبادرات التسوية، كما اعتبر أن أبو مازن المسئول الأول عن الحوار، كونه المكلف وفق اتفاق القاهرة 2005 بدعوة الفصائل إليه، وعليه تحمل مسئولياته.

ودعا القيادي في الجهاد، إلى سحب الاعتراف بالمبادرة العربية من التداول، "باعتبارها تفرط بالحقوق الفلسطينية".

وفيما يتعلق بموقف حركة فتح من المبادرة، قال الهندي: "هناك مسؤولون في فتح كانت ردودهم إيجابية، منهم عباس زكي، كما أن بعض الكتاب المحسوبين على فتح أشادوا بالمبادرة، وهناك قيادات أخرى قالت إن بعض البنود جيدة، ويمكن البدء بها، فيما تحتاج بنود أخرى للتعديل كونها غير واقعية".

نحضر لمؤتمر لإقرار المبادرة والوصول لتفاهمات بين الفصائل

واستدرك قائلا: "طرحنا المبادرة للنقاش، ونرحب بأي اقتراحات أو تعديلات"، مضيفاً: "دعونا الجميع للحوار وهذا الذي سيكشف الموقف الحقيقي للفصائل وليس التصريحات".

وحول هيمنة فتح والرئيس محمود عباس على منظمة التحرير، أوضح أن الأخيرة ضعيفة دون حماس والجهاد، وأن تركيبتها الهيكلية والتنظيمية لا تعكس الواقع، "إنما تناسب الستينات"، بتعبيره.

وفي معرض رده على سؤال حول موقف الجهاد من القيادي الفتحاوي المفصول محمد دحلان، خاصة بعد ثناءه على المبادرة، أجاب الهندي: "المبادرة مطروحة للكل الفلسطيني، ونرحب بموقف أو رأي أي فصيل أو قيادي أو شخص فلسطيني، ومشاكل فتح الداخلية فهي شأن لا نتدخل به".

ولفت إلى أن "التغييرات الكبيرة التي تشهدها المنطقة، جعلت الجميع يتأقلم للقادم، ومن غير المقبول أن تبقى المنظمة على حالها منذ أكثر من أربعين عاما، لذا فهي بحاجة لإعادة تشكيلها واصلاحها لتواكب التحديات القادمة".

وحول رؤية حركته من ملف خلافة أبو مازن، اعتبر القيادي في الجهاد أن بقاء الرئيس أو غيابه لن يكون له تأثير كبير على القضية الفلسطينية دون توافق وطني شامل؛ "لأن الأزمة وطنية وليست شخصية".

الحوارات السابقة فشلت لأنها لم تطرق الباب الصحيح وهو اصلاح المنظمة

وقال: "البعض في الإقليم يعتقد أنه يمكنه فرض شخص بعينه، لكن قبل البحث عن شخص الرئيس القادم، يجب أن يتم اصلاح المنظمة، واتخاذ خطوات عملية اتجاه الغاء الاتفاقيات الموقعة ودون ذلك تغيير الأشخاص لا قيمة له"، معتبراً أن المبادرة جاءت لتقول "دعونا نتوافق لأن القادم أصعب".

وحول فشل الحوارات السابقة، بين الهندي أنها لم تطرق الباب الصحيح، وهو اصلاح المنظمة، والتوافق بين الفصائل على برنامج سياسي او مرجعية.

وأشار إلى أن ما يمنع دخول حماس والجهاد المنظمة هي الاتفاقيات الموقعة بين المنظمة والاحتلال الإسرائيلي، "والا لن تحل الأزمة".

وحول تحسن العلاقة مع الجانب المصري، والحديث عن دعوة مرتقبة من مصر للفصائل الفلسطينية للحوار في القاهرة، قال الهندي: "لم نتلق أي دعوة للحوار في القاهرة، ومن السابق لأوانه الحديث عن توقعات بعلاقات تجارية وتسهيلات على معبر رفح، رغم المؤتمر الذي سيخرج اليه رجال اعمال من غزة غداً الأحد"، معرباً عن أمله في أن تساهم القاهرة في التخفيف من الحصار المفروض على غزة.

وفيما يخص الصراع في المنطقة العربية، وموقع القضية الفلسطينية منه، أكد الهندي ضرورة أن تبقى القضية فوق كل المحاور، "وإذا تورط الفلسطينيون في لعبة المحاور فان الخسارة ستكون كبيرة وستستمر تداعيات ذلك لسنوات طويلة"، كما قال.

وشدد على أن المنطقة مرشحة لمزيد من التقسيم، "وقد نشهد الكثير من الدويلات في المرحلة القادمة، ما يشكل خطورة كبيرة على القضية الفلسطينية، خاصة أن ترحيل الالاف من المواطنين في الدول العربية التي تشهد حروب دون أن يعترض أحد في العالم ما قد يشجع الاحتلال على ترحيل الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى شرق الأردن".

البث المباشر