أحكمت القوات المصرية اليوم الجمعة قبضتها على وسط القاهرة والمدن الأخرى حيث أغلقت محطات القطار والطرق المؤدية للميادين، لمنع اتساع مظاهرات ثورة "الغلابة" التي خرجت تطالب برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي.
وقد شل الانتشار الأمني الحياة في وسط القاهرة، وأغلقت السلطات محطة أنور السادات لمنع المتظاهرين من الوصول إلى ميدان التحرير.
وشددت السلطات إجراءات الأمن في ميدان طلعت حرب، وانتشرت مدرعات الشرطة وعربات نقل المجندين في حي شبرا على مسافة بضعة كيلومترات.
وأفاد مصدر أمني بوجود استنفار أمني في مطار القاهرة وميدان رابعة العدوية، إضافة إلى تعزيزات في محيط قصر الاتحادية بالعاصمة المصرية.
وأوضح مسؤول أمني أن الشرطة أوقفت 130 متظاهرا في أنحاء البلاد منهم 39 في القاهرة.
وفي الإسكندرية، جابت قوافل أمنية شوارع المدينة الساحلية، بينما أفادت مصادر أمنية بأن آلاف المجندين انتشروا في مدن محافظة المنية.
القهر والتجويع
وقد خرجت مظاهرات في محافظات مصرية عدة للمطالبة برحيل الرئيس عبد الفتاح السيسي، في حين أيدت أحزاب سياسية حركة غلابة التي دعت إلى الاحتجاجات رفضا "للتجويع والقهر".
ونظمت المظاهرات تحت شعار "ثورة الغلابة" بعد تدهور الأوضاع الاقتصادية في البلاد على نحو غير مسبوق منذ تولي السيسي الحكم قبل أكثر من عامين.
وجاءت المظاهرات بعد أيام من قرارات اقتصادية وُصفت بالصعبة تضمنت تعويم الجنيه المصري ورفع أسعار الوقود.
وفي محافظة البحيرة طالب متظاهرون شباب بإيجاد فرص عمل مناسبة لهم بعد ارتفاع نسبة البطالة في البلاد إلى 13 % حسب الإحصاءات الرسمية، لكن قوات الأمن أطلقت الأعيرة المطاطية والقنابل المسيلة للدموع لتفريق المتظاهرين.
وفي الهرم بمحافظة الجيزة، خرجت مظاهرات تطالب السيسي بالرحيل، ورفع المحتجون شعارات مناهضة للقرارات الاقتصادية التي اتخذتها الحكومة خلال الأيام الماضية.
اعتقال نساء
وخرجت مظاهرات بمحافظة بني سويف (وسط )، ومنطقة بلطيم التابعة لمحافظة كفر الشيخ (شمال)، ومنطقة ناهيا بمحافظة الجيزة، فضلا عن مظاهرات في محافظة الشرقية.
وفض الأمن المصري مظاهرة بمدينة السنبلاوين بمحافظة الدقهلية واعتقل ثلاث نساء, وذكر ناشطون أن قوات الأمن فضت أيضا مظاهرة بميدان الأربعين بمحافظة السويس.
من جهته، قال المنسق العام لحركة "غلابة" ياسر العمدة إنهم لا يمثلون الجائعين فقط، بل جميع المقهورين المظلومين في مصر.
وأضاف العمدة في لقاء سابق مع الجزيرة أن 80% من الشعب المصري يؤيدون الحركة.
وكان السيسي دعا قيادات الجيش والشرطة والاستخبارات إلى "اليقظة والحذر"، وذلك أثناء اجتماع ضم وزيري الدفاع والداخلية وكبار المسؤولين العسكريين.