قائد الطوفان قائد الطوفان

حصار غزة يفتك بقطاع "الصناعات المعدنية"

الصناعات المعدنية بغزة
الصناعات المعدنية بغزة

الرسالة نت -محمد شاهين

 

يضرب الحصار الإسرائيلي على قطاع غزة منذ عقدٍ من الزمن رأس الصناعات المعدنية، فثمة قاعدة طردية يفرضها الاحتلال على أصحاب مهنة المعادن -فكلما ازداد الحصار زمنا، ازدادت صناعة المعادن  تقلصا- حتى باتت مهددة بالانقراض.

حالة من الهجرة شهدها عاملون بصناعة المعادن بعد توقف مصانعهم قسرا عن العمل،  فانتقلوا إلى العيش بسوق البطالة يكابدون الفقر المدقع، فيما ينتظر عاملون آخرون اللحاق بمن سبقهم والجلوس في ليل البطالة.

وبحسب إحصاءات اتحاد الصناعات المعدنية والهندسية بغزة، فإن عدد المنشآت التي تعمل في قطاع الصناعات المعدنية وتوقفت عن العمل بلغت 300 منشأة من أصل 550، بسبب الحصار والحروب.

نقص في الآلات 

قد يجد نفسه محمد أبو عبيد مضطرا للتوقف عن العمل داخل ورشته القديمة بعد ثلاث سنوات على الأكثر-حسب قوله-، إذا استمر الاحتلال الاسرائيلي بمنع استيراد آلات خراطة الحديد وفرزه بعد اهتراء آلاته التي يعمل بها.

يقول الخمسيني في حديث مع "الرسالة": "يبلغ عمر المخرطة وفرازة الحديد التي أعمل بها داخل الورشة بعد أن ورثتها عن أبي أكثر من 40 عاماً، ولم تعد هذه الآلات صالحة للعمل، إلا إنني بخبرتي الطويلة في صيانتها جعلتها تستمر في العمل لكن أعتقد أنها خلال ثلاث سنوات سوف تتوقف بشكلٍ نهائي لانتهاء صلاحيتها".

ويضيف الذي يمتلك ثلاثة عمال "حاولت خلال الفترة الماضية أن أجد بديلا لآلاتي المهترئة، إلا إني صدمت بجدار الحصار الاسرائيلي فبعد البحث الطويل بجميع أنحاء قطاع غزة لم أجد آلة واحدة جديدة، ومع ذلك تعثرات بعدد قليل من المخارط القديمة ولكن بأسعار خيالية تزيد عن 200% من ثمن شرائها جديدة.

ويعلق أبو عبيد أماله على الحظ بإيجاد ضالته قبل توقف آلاته عن العمل، إلا أنه يرى في ذلك صعوبة بالغة وقد يجد نفسه مضطرا للبحث عن مشروع آخر.

نقص في المواد الخام !!!

تقف معابر الاحتلال "الاسرائيلي" سدا منيعا أمام إدخال السلع الخام والمواد الأولية اللازمة للصناعات المعدنية الى قطاع غزة.

ويؤكد تاجر المعادن الصلبة يوسف أحمد أن منذ عام 2006 يمنع الاحتلال استيراد الحديد بجميع أنواعه الثقيلة مثل (العمدان، والألواح، والاسطوانات،) وغيرها...، مما أدى الى ارتفاع أسعارها بشكل غير منطقي يزيد عن 300% داخل الأسواق السوداء.

ويبين صاحب البشرة السوداء أن معظم الخامات الصلبة المتوافرة قديمة يتم تجديدها وبيعها بأسعار مضاعفة للأسعار الطبيعية للمواد الجديدة المستوردة، فيما يتم صهر كميات كبيرة من الحديد، وإعادة سكبها وتشكيلها الا أن جودتها ضعيفة، غير أنها غير قابلة للتشكيل بسهولة.

ويشكو التاجر من كساد في الأسواق جراء المعاناة التي تواجهها تجارته، ويبين أن عددا كبيرا من الزبائن تركوا المهنة ويخشى من المرحلة المقبلة إن بقيت الأمور على شاكلتها.

احتكار!!!

ويطبق الحصار الاسرائيلي قبضته على صناعة المعادن، ليطال أدوات العمل المستخدمة في تشكيلها مثل "أسياخ اللحام، وسكاكين القص، والبراغي" وغيرها من الأدوات الضرورية للصناعة.

من جانبه، يتحدث عبد الرحمن يوسف صاحب ورشة صناعية للرسالة عن احتكار التجار لأدوات العمل، حيث يقول "منذ بداية الحصار تشهد أدوات العمل الأزمة ارتفاع بالأسعار بشكل كبير جداً، وذلك لقلة وجودها وارتفاع الطلب عليها.

ويضيف يوسف أن التجار يحتكرون أسعار الأدوات بعد إدخالها، حيث يبيعوها بثمن مضاعف لثمنها الأصلي مستغلين حاجاتنا البالغة لها.

ويطالب يوسف الجهات المعنية بوضع رقابة على الأسعار لإعادتها الى ثمنها الاصلي لتخفيف عن المعاناة.

ويؤكد رئيس اتحاد الصناعات الهندسية والمعدنية، فؤاد السمنة أن اسرائيل تمنع من إدخال أكثر من 300 صنف من المواد التي تدخل في صناعة المعادن الى قطاع غزة.

ويبين السمنة في حديث مع الرسالة أن الاحتلال يعطي التنسيق لبعض التجار لإدخال أصناف محددة من المواد الخام ويشترط عليهم بيعها لعدد من التجار وتمنع آخرين من شرائها دون أن تفصح عن أسباب المنع، مما شكل حالة من الاستغلال والاحتكار.

ويوضح أن الاحتلال يسعى الى تدمير قطاع الصناعات المعدنية في غزة، متذرعًا باستخدامها لأعراض عسكرية ويؤكد أنها حجج كاذبة.

وبحسب السمنة فإن ما يزيد عن 60% من العاملين بالصناعات المعدنية توقفوا عن العمل بعد إغلاق معظم المصانع داخل قطاع غزة، فيما يشهد المتبقون في الصناعة حالة من الكساد والفقر بعد استيراد معظم المنتجات التي يقومون بصناعتها من قبل تجار.

 

البث المباشر