من الواضح أن خلافات حركة فتح وقرب انعقاد مؤتمرها السابع يشعلان فتيل الفلتان والفوضى في مخيمات الضفة، لا سيما بعد توسيع رقعة الاشتباك المستمرة بين أجهزة أمن السلطة ومسلحين يعتقد بأنهم موالين للقيادي المفصول من حركة فتح محمد دحلان، وانتقالها من نابلس إلى مخيم الفارعة جنوب طوباس شمال الضفة الغربية المحتلة.
وتحاول أجهزة أمن السلطة بإيعاز من الرئيس محمود عباس القضاء بكل حزم على نفوذ دحلان الذي بدأ يتسع في مخيمات، مستبقة بذلك عقد المؤتمر السابع لفتح؛ لقطع الطريق على أنصاره وفق مراقبين.
وتعتبر حالة الفلتان الأمني في الضفة جزءا من أحداث التصفية والصراعات الداخلية، ومحاولة لتعزيز مواقع نفوذ أشخاص ضد آخرين، حيث انتشار السلاح بيد "زعران العصابات" التي ربّتها السلطة لإرهاب حركة حماس وأنصارها، الأمر الذي قلب السحر على الساحر.
وأدّت الاشتباكات بين أمن السلطة والمسلحين مؤخراً إلى وفاة المواطنة هيلدا الأسطة (40 عامًا) وإصابة 3 آخرين من الأجهزة الأمنية في مدينة نابلس، فيما لم يبلّغ عن وقوع إصابات في اشتباكات مخيم الفارعة.
ويؤكد فتحي قرعاوي النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس، أن خلافات حركة فتح الداخلية انعكست بشكل سلبي على المخيمات الفلسطينية في الضفة المحتلة وأدخلتها في حالة من الفوضى والفلتان الأمني.
وقال قرعاوي في حديثه لـ "الرسالة نت" إن ما يجري في مخيمات الضفة يدلل على حالة العجز والتخبط الداخلي الذي تعيشه "فتح"، الأمر الذي سيخلق حالة من الاضطراب المستمر في المخيمات.
ودعا النائب قرعاوي حركة فتح إلى ضرورة النأي بخلافتها الداخلية عن مخيمات الضفة وعلاج ما يجري بشكل عقلاني، مؤكدا أن السلطة الفلسطينية لم تعطِ المخيمات فرصة للتنمية والاستقرار.
وأضاف "أوضاع مخيمات الضفة غير مستقرة وتعاني من ظروف اقتصادية صعبة بسبب استمرار السلطة في تهميشها، مقارنة بغيرها من المدن الفلسطيني".
وأوضح قرعاوي أن مخيمات الضفة باتت تعاني حالة من الضغط الشديد، قد تؤدي إلى الانفجار، مشددا على ضرورة تجنيب المخيمات من الخلافات السياسية التي تؤجج الفلتان والفوضى بداخلها.
ويتفق القيادي في الجبهة الشعبية بمدينة نابلس زاهر الششتري، مع سابقه مبينا أن الخلافات الأمنية التي نشبت مؤخرا بين أجهزة أمن السلطة ومسلحين، مرتبطة بأجندة تتعلق بخلافات فتح الداخلية، وبترتيبات أوضاعها الداخلية.
وقال الششتري لـ "الرسالة": "إن هذه الاشتباكات مرتبطة بخلافات المؤتمر السابع ومستويات سياسية مقربة من رئيس السلطة محمود عباس"، مضيفًا " بلاطة ومخيمات الضفة تدفع ثمن هذه الخلافات الداخلية، ونخشى أن تتسع رقعة المواجهة مع اقتراب موعد مؤتمر انعقاد فتح".
ومن المقرر أن ينعقد المؤتمر السابع لفتح في التاسع والعشرين من الشهر الجاري.
وأضاف "لا يجوز أن يبقى الشعب رهينة لكل الأوضاع الأمنية المرتبطة بهذه الخلافات"، متهمًا المؤسسة الأمنية بالفشل في أداء دورها خلال الفترة الماضية.
واستغرب توقيت الحملة الأمنية اتجاه بعض من وصفهم بـ "المنفلتين" في وقت تركتهم السلطة على مدار فترات طويلة، مطالبا باتخاذ إجراءات تنهي الحالة القائمة دون التعرض للمواطنين.
وعلى أي حال فإن استمرار حالة الفلتان الأمني في الضفة الغربية تساهم في زيادة معاناة المواطنين الأبرياء في ظل تصاعد اعتداءات الاحتلال بحقهم.