فتح ومؤتمرها السابع في الاعلام "الاسرائيلي"

المؤتمر السابع لحركة فتح
المؤتمر السابع لحركة فتح

غزة-الرسالة نت (خاص)

حظي مؤتمر فتح السابع الذي عقد في الـ 29 من نوفمبر الماضي واستمر لعدة أيام، باهتمام إعلامي إسرائيلي كبير، عاكساً مدى قلق الاحتلال من استمرار انشقاقات حركة فتح الداخلية وفقدان سيطرتها على الضفة الغربية، فضلا عن أهمية فتح في الواقع السياسي الفلسطيني.

ولم يكن الاهتمام الاعلامي الاسرائيلي بمتابعة المؤتمر عبثيا، بل أرسل من خلاله العديد من الرسائل أهمها اقتباس لنبوءات عن احتدام الصراع والانشقاق الداخلي في حركة فتح وانتشار الفوضى وانهيار مؤسساتها أو الهجوم الكاسح على عباس بوصفه "ديكتاتورًا مستبدًا يقوم بحملة تطهير عميقة وشاملة".

وتباينت الصحافة الإسرائيلية في تغطيتها للمؤتمر بثلاثة توجهات، الأول ركز على أزمة فتح الداخلية واحتدام الانشقاق بين دحلان وعباس، أما الثاني فاهتم بأثر هذا الانشقاق على أمن إسرائيل، والفريق الثالث الذي أظهر فساد القيادة الفلسطينية وغضب الجمهور الفلسطيني من فساد قيادته وضعفها، ونقمة المخيمات وحالة الفوضى الكبيرة التي تسود الضفة وتنذر بفقدان قدرة السلطة على الحكم.

مسلسل الصراع

ورأى المحلل الإسرائيلي لشؤون الشرق الأوسط، آفي يسسخاروف، في مقال له على موقع "تايمز أوف إسرائيل"، أن الصراع بين عباس ودحلان هو مسلسل طويل ذو أثر كبير على تحديد مستقبل الوضع السياسي الفلسطيني.

وأرجع المحلل الإسرائيلي، لقاء عباس مع قادة تركيا وقطر وحركة حماس، إلى تخلي أصدقائه عنه"، في الوقت الذي شهدت مصر والضفة الغربية المحتلة نشاطاً ملحوظاً لأتباع دحلان.

ولفت إلى أن "الخلاف بين عباس ودحلان طفى إلى السطح أواخر 2010، عندما انتشرت تقارير تحدثت أن دحلان يخطط لانقلاب ضد عباس؛ ما دفع الأخير إلى القيام بخطوة سريعة كانت نهايتها طرد دحلان في أوائل كانون الثاني/يناير 2011 من حركة فتح"، وهو ما دفع دحلان لترك الأراضي الفلسطينية والإقامة في الإمارات.

ونبه يسسخاروف، أن تغيرا طارئا شهدته الأشهر الأخير؛ وهو "إضعاف مكانة عباس في الأراضي الفلسطينية، في الوقت الذي دعمت الرباعية العربية جهود دحلان في تعزيز مكانته في الساحة الفلسطينية، وكانت القاهرة قد ضغطت على عباس للتصالح مع دحلان وقبوله من جديد في صفوف فتح؛ لكن عباس أصرّ على رفض عودة دحلان إلى صفوف الحركة".

قلق اسرائيل

وقال يسسخاروف: "إن الضفة الغربية تشهد مرحلة مؤقتة خطيرة ومزعجة، ومكانة السلطة الفلسطينية وقائدها ضعيفة أكثر من أي وقت مضى، في الوقت الذي ما زالت أجهزة الأمن الفلسطينية تظهر قدرتها على فرض النظام، ومع ذلك فإن مكانة أبو مازن ضعيفة للغاية".

وحذر مسؤول أمني إسرائيلي في موقع واللا الاسرائيلي من ازدياد الصراعات بين أجهزة أمن السلطة والمسلحين في المخيمات الفلسطينية بالضفة الغربية، موضحاً أنها تنذر بخطر المواجهة المباشرة مع قوات الاحتلال الاسرائيلي.

وحسب المسؤول الأمني فإن نشاط الأجهزة الأمنية الفلسطينية قد زاد داخل المخيمات الأمر الذي أدى لزيادة الصدام مع المسلحين، عازياً سبب تدهور الأوضاع في تلك المناطق لمحاولة عباس اقصاء أتباع دحلان عن الساحة الفلسطينية.

فساد السلطة

وقالت الخبيرة الإسرائيلية في الشؤون الفلسطينية بصحيفة هآرتس "عميره هاس" أنها أجرت العديد من المحادثات مع بعض الفلسطينيين الذين يتحدثون عن أشكال متعددة من الفساد، منها السرقة المباشرة للمال العام، والقيام بإجراء تغييرات في المواقع القيادية، ونقل هذا المسؤول من موقعه، واستبداله بآخر بسبب تدخلات لمسؤول سياسي فلسطيني كبير.

وأضافت أن أشكال الفساد التي تحدث عنها الفلسطينيون تكمن في مشاركة مسؤولين فلسطينيين رفيعي المستوى بالسلطة الفلسطينية في شركات تجارية خاصة، ونقل ملكية بعض الأراضي الحكومية لأشخاص مسؤولين، وتلقي مبالغ مالية كبيرة من أحد التنظيمات الفلسطينية لبناء منزل لأحد المسؤولين، وكذلك تلقي علاج طبي شخصي، والقيام بجولات خارجية حول العالم، وتعيين بعض الأقارب في الوظائف الحكومية.

ونقلت "هاس" عن المركز الفلسطيني للبحوث السياسية والمسحية أنه يجري استطلاعات دورية بين الفلسطينيين حول تقييمهم انتشار الفساد في مؤسسات السلطة الفلسطينية، حيث أجاب 79% منهم بوجود هذا الفساد وفقا لأحدث استطلاع، وهذه النسبة بقيت ثابتة طوال السنوات الماضية، وقد ترتفع أو تنخفض قليلا.

القائد الجديد

ولفت بعض الكتّاب أن ظهور محمود عباس خلال المؤتمر السابع كان على عكس التشكيكات الاسرائيلية بقدرته الصحية وبضعف حكمه، فقد ظهر بصحة جيدة وقدرة عالية على التحكم بحركة فتح، وإحكام سيطرته الكلية عليها.

كما أنه حظي بشرعية فتحاوية وفلسطينية وعربية ودولية، وتوج قائدًا وزعيمًا لحركة فتح، التي تبنت برنامجه السياسي، بما في ذلك اعتماد المقاومة الشعبية الديبلوماسية والقانونية مع التمسك بالثوابت الفلسطينية المعروفة.

البث المباشر