3 أهداف "ذكية" وراء اتهام الاحتلال فلسطينيي الداخل بافتعال الحرائق

غزة-أحمد الكومي

استغل رئيس الوزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو، الحرائق التي أشعلت (إسرائيل)، لتحقيق ثلاثة أهداف ذكية، باتهامه فلسطينيي الداخل بافتعالها، رغم أن دائرة الأرصاد الإسرائيلية كانت قد حذرت في وقت سابق من تعرض البلاد لموجة حرائق؛ بسبب الأحوال الجوية العاصفة، وفي وقت أعلنت فيه سلطة الإطفاء والإنقاذ قبل أسبوع من الحادث، عن حالة طوارئ واستنفار لطواقمها.

كما زعم وزير الأمن الإسرائيلي جلعاد أردان، أن "نصف الحرائق في البلاد اشتعلت على خلفية قومية، وبشكل متعمد، وبفعل فاعل"، فيما قال وزير التعليم نفتالي بينت، تعليقا على مشاركة الدفاع المدني الفلسطيني في جهود إخماد الحرائق، إن العرب يشعلون الحرائق في الليل، ويطفئونها في النهار.

واعتمادا على هذه التصريحات، أصدر حاخام مدينة صفد (شموئيل إلياهو) فتوى تجيز قتل العرب على خلفية الحرائق، وأجاز "تدنيس" قدسية السبت –وفق معتقدات الديانة اليهودية- من أجل إخماد الحرائق وقتل مشعليها، في إشارة إلى الفلسطينيين.

ويمكن رصد ثلاثة أهداف من هذا الاتهام العاجل لفلسطينيي الداخل، مع العلم أن شرطة الاحتلال سارعت باعتقال 14 فلسطينيًا بتهمة إشعال الحرائق في مدينتي حيفا والقدس، وهي:

1- إشغال الرأي العام الإسرائيلي عن الفشل الذريع للدولة في إخماد الحرائق والسيطرة عليها، للدرجة التي استدعت الحكومة لطلب النجدة والمساعدة من الخارج.

وهنا، يعلق الكاتب جبريل عودة، في مقال له بعنوان "حرائق وحقائق"، بأن هذا الأمر يضرب في عمق الشعور الصهيوني بهشاشة كيانه الاحتلالي، وأنه لا يملك عوامل البقاء والاستمرارية تحت ظروف طارئة وغير عادية.

وأشار عودة إلى أن هذا الهاجس طرحته بصراحة القناة العبرية العاشرة, بعد الفشل في السيطرة على الحرائق, حين أذاعت في أحد تقاريرها: "لقد ظهر بشكل واضح ما هي الاستعدادات لمواجهة الحرب القادمة, عندما يتساقط 1000 صاروخ يوميًا على الكيان".

ويشار إلى أن الاحتلال كان له تجربة مماثلة قبل نحو ست سنوات، حين اندلع حريق الكرمل الشهير عام 2010، وتسبب بمقتل 44 إسرائيليا، أغلبهم من سجّاني سجن الدامون شمال فلسطين المحتلة, بعد احتراق حافلتهم التي حاصرتها النيران في جبال الكرمل.

2- مواصلة التحريض على فلسطينيي الداخل، واستمرار الضغط عليهم وصولًا إلى دفعهم إلى ترك أراضيهم، والهجرة قسرا، وهو ما تحاول فعله حكومة الاحتلال عبر القوانين العنصرية، التي كان آخرها حظر الأذان.

وآية ذلك، أن نتنياهو دائما ما يذكّر الإسرائيليين في خطاباته، بأنهم يعيشون في خطر دائم من الوجود العربي في الداخل.

وقد استعانت حكومة الاحتلال بمنشورات لناشطين فلسطينيين على شبكات التواصل الاجتماعي، قالت إنها "تؤكد فرحة العرب بالحرائق في (إسرائيل)".

ووفقًا لمعطيات دائرة الإحصاء المركزية الإسرائيلية (حكومية)، فإن ما يزيد على مليون وأربعمئة ألف عربي فلسطيني يعيشون في الداخل المحتل، ويشكلون 20% من عدد السكان البالغ أكثر من ثمانية ملايين نسمة.

3- تصدير الأزمة الداخلية لنتنياهو، المتعلقة بتورطه بشبهات الفساد في صفقة الغواصات الألمانية.

ويتعرض نتنياهو لحملة تشكيك على خلفية شراء غواصات من ألمانيا، دفعت حزب المعسكر الصهيوني المعارض إلى المطالبة بتشكيل لجنة تحقيق برلمانية لفحص حقيقة دوافع (إسرائيل) لشراء هذه الغواصات، في ضوء الشبهات المحيطة بالصفقة.

ونقل موقع "أن آر جي"  عن رئيس المعارضة يتسحاق هرتسوغ أنه لا مناص من تشكيل لجنة تحقيق للنظر في جميع ملابسات صفقة شراء الغواصات الألمانية، في ظل انخراط عدد من المقربين من نتنياهو فيها، وخاصة بعدما كشفت القناة الإسرائيلية العاشرة أن ديفيد شمرون (محامي نتنياهو) كان يمثل الشركة التي وقفت وراء شراء الغواصات.

كما أن وزير الحرب الإسرائيلي السابق موشيه يعالون حاول تعطيل إبرام هذه الصفقة التي تبلغ قيمتها أكثر من مليار يورو، على اعتبار أنها لم تكن متضمنة في الخطة السنوية للجيش الإسرائيلي، فضلا عن أن الجيش ليس بحاجة إلى هذه الغواصات.

البث المباشر