قائد الطوفان قائد الطوفان

خيارات عباس للتعامل مع دحلان بعد المؤتمر السابع!

صورة أرشيفية
صورة أرشيفية

الرسالة نت-نور الدين صالح

نجح رئيس السلطة محمود عباس، في عقد المؤتمر السابع لحركة فتح بموعده، في خطوة هي الأولى على طريق إقصاء القيادي المفصول من الحركة محمد دحلان عن المشهد السياسي الفتحاوي.

وفي المقابل، فإن دحلان ردّ على ذلك بالإعلان عن عقد مؤتمر في العاصمة المصرية القاهرة، بمشاركة الفصائل الفلسطينية، مما يدلل على أنه لن يسكت على طرده من الحركة، والتوجه للرد بخطوات قد تضر بالتنظيم، وتحديداً في ساحة غزة التي تعتبر ملعبه.

ومن الواضح، أن إقصاء دحلان من خلال عقد المؤتمر السابع لن يكون آخر خيارات أبو مازن، خاصة أنه ينافس خصماً قوياً، يملك المال السياسي، إضافة إلى وجود دعم إقليمي له.

وربما تكون بعض الخيارات المطروحة، مخاطبة عباس الدول العربية، بعدم التعامل مع دحلان واستقباله بدعوى أنه مطلوب للعدالة الفلسطينية.

أما الخيار الثاني، فهو توجه عباس لمخاطبة دولة الامارات العربية المتحدة، من أجل مطالبتها بتسليم دحلان لتقديمه للمحاكمة بتهمة وقوفه وراء اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات.

وكانت وسائل إعلام، قد قالت إن حركة فتح  قررت تقديم طلب إلى دولة الإمارات لتسليم القيادي المفصول محمد دحلان لتقديمه للمحاكمة بتهمة وقوفه وراء اغتيال الرئيس الراحل ياسر عرفات. لكنها نفت ذلك في وقت لاحق.

واستبعد مراقبون لجوء عباس لهذه الإجراءات، كونه أرسل رسالة قوية للدول العربية من خلال المؤتمر السابع، مفادها بأنه لا عودة لدحلان ولا مكان له في حركة فتح.

وقال المحلل السياسي د. فايز أبو شمالة، إن الدول العربية والرباعية، طلبت من أبو مازن تحقيق مصالحة مع دحلان، لكنه رفض وأصر على تحديهم بدعوى استقلاليته في القرار، "لذلك لن يطلب منها عدم دعم دحلان"، على حد تعبيره.

ويوضح أبو شمالة في حديثه "للرسالة"، أن هذه الدول ليست ضعيفة، لذلك ربما تتخذ خطوات تؤكد من خلالها على قدرتها في التعامل مع دحلان أو غيره.

وهذا ما ذهب إليه الكاتب والمحلل السياسي إبراهيم المدهون، قائلاً "عباس فرض وقائع قوية على الأرض خلال المؤتمر، ولن يذهب للدول العربية، لمطالبتهم بعدم التعامل مع دحلان، لأن الأمور أعقد من ذلك". واعتبر المدهون في حديثه "للرسالة"، أن الحديث عن طلب عباس من الإمارات والدول العربية بتسليم دحلان "مبالغات ولن يكون لها صدى على الأرض".

وأضاف "عباس نجح في تحجيم وإبعاد دحلان عن فتح، بحيث أصبح الأخير خارج الحركة ولم يعد أحد قياداتها، ولا يوجد له أي مكان فيها".

وفي السياق ذاته، قال عباس زكي عضو اللجنة المركزية لحركة فتح، إن موضوع دحلان لم يعد مطروحاً إطلاقاً في حركة فتح، وأصبح "خلف ظهورنا"، على حد تعبيره.

ونفى عباس في حديثه "للرسالة"، نية حركة فتح الحديث مع أي جهة عربية أو دولية، من أجل إعادة دحلان، مضيفاً "كل عملنا سيكون في مصلحة شعبنا ولم تعد هناك أي مشكلة تواجهنا".

وتابع "يجب ألا ننشغل عن الأهداف الكبرى التي تصب في مصلحة الشعب الفلسطيني بحديث جانبي حول قضايا استثنائية مثل دحلان".

وبالعودة إلى أبو شمالة، فإنه استعرض عدة خيارات أخرى قد يلجأ إليها عباس خلال المرحلة المقبلة، وهو أن يواصل عباس مشواره من خلال دعوة المجلس الوطني للانعقاد، كي يحقق شرعية منظمة التحرير. وقال "سيحرص عباس على إجراء لقاء شكلي مع حماس قبل عقد الوطني، كي يوهم المجتمع الفلسطيني أنه حاول تحقيق مصالحة ولكن الأخيرة رفضت".

أما الخيار الثاني، فهو توجه عباس للمفاوضات مع (اسرائيل) واستثناء حماس وعزلها في قطاع غزة مع دحلان وأنصاره.

وفي مسألة أخرى، فإن هناك خياراً قد يكون لصالح دحلان وهو اللجوء إلى حماس في حال لم يلتزم عباس بما أعلن عنه معها، مما قد يؤدي إلى خلق نوع من التفاهمات بين حماس ودحلان، كرد فعل من الأخير على إقصائه من فتح.

لكن مسألة تحقق مصالحة بين حماس والرئيس عباس ليست بالأمر السهل في الوقت الراهن، إذا لم تكن هناك إجابات واضحة للقضايا العالقة لاسيما ملف موظفي غزة.

وبالعودة إلى زكي، فإنه أكد على ضرورة تحقيق المصالحة مع حركة حماس، خاصة بعد مشاركة الأخيرة في المؤتمر السابع وإلقاء رئيس مكتبها السياسي خالد مشعل كلمة.

وقال زكي "المصالحة مع حماس من أهم أولوياتنا، مشاركتها في المؤتمر تأكيد على أن الجميع يمد يده للمصالحة"، مشيراً إلى أن حركته ستبدأ بتنفيذ قرارات المؤتمر خلال الأيام القليلة المقبلة ومضى يقول "ننتظر تسلّم توصيات المؤتمر من رئاسته للبدء بالتنفيذ"، وفق قوله.

البث المباشر