قائد الطوفان قائد الطوفان

المرأة.. قوة الموساد الناعمة في المهمات الصعبة

غزة-محمد بلّور

الضحايا عادةً يقعون في شراك العطر الفرنسي والقمصان الشفافة والشعر الأشقر وربما تأسرهم بقايا أحمر الشفاه فوق السجائر عند المقابلة الأولى ليبدأ بعد ذلك الاستدراج حتى التصفية.

ما سبق، يكشف أبرز وسائل جهاز الموساد الإسرائيلي الذي أعلن قبل أيام صراحةً فتح باب العمل للنساء في صفوفه ضمن مهمات جمع المعلومات مشترطاً قوة الشخصية دون الخبرة والتجربة ما يكشف أهمية دور النساء في الجهاز.

أياً كانت صحفية .. نادلة .. جارة أو زميلة دراسة وعمل ما زالت المرأة وسيلة الموساد الفاعلة في جمع المعلومات وتنفيذ التصفية لخصومه بقوتها الناعمة.

عنصر مهم

ونجحت فتيات الموساد في إيقاع وتصفية كثير من المناضلين العرب الذين انتموا لفصائل منظمة التحرير الفلسطينية والمقاومة حتى وقتنا الحالي فأصبح تأثيرها يصل عبر الإنترنت والهاتف المحمول.

ويقول واصف عريقات الخبير العسكري إن الموساد استخدم العنصر النسائي منذ نشأته للحصول على المعلومات من داخل المجتمع الإسرائيلي وخارجه، وأن الإعلان عن حاجته الآن للنساء محاولة لإعطاء أهمية أكثر والاعتراف بفضلهن على الموساد.

ويضيف: "المرأة لديها قدرة في التعامل مع المعلومة كونها تعتبر جهة آمنة لا يتوجس غالباً منها الرجل وفي الموساد تحاول منح ضحيتها الأمان بمهمة مزدوجة أهمها استقطاب الضحية ثم التصفية".

وتتميز المرأة في عالم الجاسوسية بقدرتها على كسب الثقة من الخصم بقوة ناعمة من خلال أنوثتها وإغرائها وقدرتها على مراقبة الرجل لعدم ثقتها الفطرية به إلى جانب إجادتها نشر الإشاعة.

ويؤكد د. محمود العجرمي الخبير الأمني أن المرأة في الموساد كان لها دور كبير في الاختراقات والاغتيالات وجمع المعلومات منذ تأسيس الموساد وتأسيس دولة (إسرائيل).

وأباح حاخامات الاحتلال لجاسوسات الموساد ممارسة الجنس بهدف الحصول على المعلومة وخدمة (إسرائيل)، وهو ما أكدته "تسيفي ليفني" حسناء الموساد نفسها فيما ذكرت "عليزا ميجن" مساعد رئيس الموساد وهو أرفع ‏منصب تتولاه امرأة في الموساد أنهم استخدموا النساء الجميلات في مهمة تجنيد عملاء ‏عرب.

قديماً كان الجنس وسيلتها لإسقاط الضحية لكنها اليوم ولجت أيضاً إلى عالم "السايبر" الذي تدور رحاه بين المقاومة والموساد الذي وقع في بعض الإخفاقات على يد المقاومة لكنه ينهض عادة لمواصلة المهمة.

مهمات نسائية

أشهر نجوم العرض منذ نشأة الموساد كانت "تسيفي ليفني" رئيس وزراء الاحتلال السابقة والرسامة "سلفيا إيركا روفائي" المتهمة بمراقبة وتصفية الأمير الأحمر "أبو حسن سلامة" والجاسوسة "سيندي" 1986 التي أوقعت "مردخاي فاعنونو" خبير مفاعل "ديمونا" المتهم بكشف أسراره وآخر السلسلة مهندس القسام "محمد الزواري" الذي شاركت في استدراجه صحفية للموساد.

ويقول الخبير عريقات إن اغتيال قادة المقاومة الثلاثة في بيروت 1973 "الكمالين وأبو يوسف النجار" شاركت فيها جاسوسات الموساد، وقد ظهرت الحاجة لها حين ارتدى "باراك" زي امرأة في العملية لخداع ضحيته.

وكشف الموساد قبل سنوات أن النساء ينشطن في الوحدات المختلفة منها وحدة "كشت" للاختراق والتسلل والتصنت وتصوير وثائق مهمة ووحدة "ياريد" الخاصة بتأمين حماية كبار ضباط الموساد في الخارج. ‏

أما الخبير يوسف شرقاوي فيذكر "تسيفي ليفني" التي كانت مسئولة إحدى خلايا الموساد في باريس وطاردت ضحاياها بدراجة نارية ونسجت معهم علاقات حتى الرصاصة الأخيرة.

وعلى نسق "علاقة-استدراج-موعد-تصفية" أفلح الموساد في اغتيال كثير من ناشطي وقادة العمل الفلسطيني المقاوم في أوروبا في السبعينات والثمانينات لكن اللجوء الآن لشكل التجنيد الصريح يقرأه المحلل شرقاوي بأنه لافتقاد المقاومة الفلسطينية لعنصر الردع ما جعل يد الموساد طليقة.

واستخدم الموساد المرأة في تصفية ناشطين وقادة من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وفتح والديمقراطية، ومن أبرز تلك المحطات عملية اغتيال الشهيد "أبو جهاد" التي بدأت بمقابلة مطولة مع صحفية تتبع الموساد وخالد نزال مسئول القطاع الغربي في الديمقراطية.

ومع تطور التكنولوجيا ولج الموساد إلى عالم الاختراق والتجنيد عن بعد عبر جاسوسات الموساد اللواتي يستخدمن أسماء وهمية ومستعارة عبر مواقع التواصل الاجتماعية. وكشفت مصادر أمنية وإعلامية مكالمات مسجلة لناشطي مقاومة يجرون مكالمات مع مندوبات الموساد ما بين ربطهم أمنياً ومحاولة إقناعهم لترك المقاومة.

البث المباشر