للأسف تتفاقم ازمة الكهرباء يوما بعد يوم، وللأسف هناك قوى بجهل او بعلم تستغل حالة السخط لتحريك الجمهور والضغط الداخلي بشكل سلبي، دون تحمّل او توقع التداعيات، وبدلا من توجيه الغضب للاحتلال تحاول تأليب الجمهور بشكل فوضوي خطير ظانا منها ان هذا سيجلب مكاسب سياسية. من حق الناس إيصال صوتها خصوصا أن واقع الكهرباء أضحى لا يطاق، وهي أزمة تؤثر على العديد من القطاعات، وحتى الآن الاحتجاجات في الشارع محدودة ومحصورة جدا رغم أن واقع السخط الحقيقية أوسع، ولكن هناك إحساس ومعرفة عند الجمهور أن حماس ليست مسؤولة عن الازمة. وهناك تخوف أن أي احتجاج سيؤدي لتداعيات لا طائل منها، ويوجد إدراك أن الأمر خارجي وسياسي أكثر منه تقصير داخلي. حماس يجب ألا تمنع الجمهور من التعبير عن نفسه، وجمهور حماس عليه المشاركة بفاعلية في هذه الاحتجاجات فهذه قضية عامة، وقد شارك واعتقد أنه سيشارك في أي حراك فهو متأذٍ كما باقي ابناء شعبنا، وجمهور حماس واسع وافاعل وواعي لاس المشكلة ولأسبابها ومسببها الحقيقي. المبالغة في الهجمة الاعلامية والتحريض ضد حماس من قبل السلطة نبه الكثير أن أزمة الكهرباء مفتعلة ويراد بها الضغط على الحركة، وأجد أن تلفزيون فلسطين وبعض الناطقين من السلطة عادوا بنا للخطاب التحريضي التوتيري عام 2006 الذي أدى للحسم الحمساوي، ولهذا انصح الجميع بالهدوء والتروي وعدم الانجرار حول تحويل الأزمة من فلسطينية إسرائيلية، لأزمة فلسطينية داخلية، فالمسؤول عن الحصار الاحتلال وهو من يتحمل تبعات كل هذه المعاناة والالم. من يراهن أن مشكلة الكهرباء ستؤثر على حماس وتضعفها فهو لا يعرف شيئا عن الشعب الفلسطيني وتركيبته، بالعكس هذه المشكلة ان استغلت سياسيا وهي للأسف تسيس بشكل واضح فاعتقد انها ستؤدي لتقوية حماس وتعزيزها في قطاع غزة. أزمة الكهرباء جلها سياسي وتستخدم سياسيا بشكل ملحوظ، وفي حال استمرت وتفاقمت فالانفجار لن يكون في وجه حماس وداخل غزة، بل في وجه إسرائيل فهي المتسببة في الأزمة والمسؤولة كقوة احتلال ومشاركة في الحصار، فشعبنا أوعى من ان يتحول من مشكلة الكهرباء لمشكلة الفوضى، وهناك الآن من يفكر كيف يوجه هذا الغضب تجاه الاحتلال ويبدو ان فصائل المقاومة بدأت تضع هذا الاحتمال على سلم أولوياتها وتفكيرها.