قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: مخدرات

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

نشتكي جميعا من انتشار آفة المخدرات بكل أشكالها ومسمياتها وما يترتب عليها من مشاكل وقضايا وجرائم متنوعة من سرقة وقتل وغيرها نتيجة تعاطي هذه الآفة الخطيرة بين الشباب وخاصة الصغار منهم حتى تحول بعضهم إلى مرضى نفسانيين، مجرد هياكل تشبه الرجال تسير على اقدام هزيلة وعيون شاردة وعقول قد فقدت، وبات الأمر محيرا والتحذيرات كثيرة ومتعددة من جهات مختلفة حريصة على نقاء المجتمع وسلامته من داء مدمر لا يرحم.

كل يوم نسمع من مكافحة المخدرات في وزارة الداخلية عن عملية ضبط لكميات كبيرة من المواد المخدرة تأتي من منافذ متعددة وعلى ايدي جهات مختلفة منها تجار بلا ضمير همهم الربح الوفير حتى لو كان على حساب وطن يقاوم محتل فهو لا يعنيه وطن،  ولا يهمه شعب، ولا يعي معنى التحرير، ولا يمانع أن يكون ابنه أو ابنته ضحية هذه المواد القاتلة المدمرة،  وكل ما يسعى اليه هو مزيد من الثراء، أمثال هؤلاء لابد من اتخاذ الاجراءات المشددة بحقهم ، فإذا كان القضاء لا يملك قانونا للإعدام لهؤلاء التجار أو اعتقالهم سنوات طويلة، وهنا اقترح على القضاء عند محاكمة هؤلاء أن يتم مصادرة كل أموالهم وأن لا يبقي لهم سوى بيت لعائلته وتتولى الشئون الاجتماعية رعاية أسرته بعد الحكم عليه سنوات طويل وبذلك تكون نتيجة تجارته المدمرة حرمانه من الأموال والثراء الذي يسعى اليه وكذلك حرمانه من التمتع في الحياة كما حرم من كان سببا في حرمانهم أموالهم وعقولهم.

المخدرات آفة عالمية، ونحن جزء من هذا العالم ولكن لنا خصوصية إضافة لما لكل العالم أننا في احتلال وهذا الاحتلال يحتاج إلى الشباب حتى يكونوا على جاهزية لمواجهته، ولكن عندنا من المسئول عن انتشار هذا البلاء ؟، هل المسئولية تقع على الجهات الرسمية؟ هل المسئولية تقع على القضاء؟، هل المسئولية تقع على البيت؟ هل المسئولية تقع على دوائر التعليم والصحة والثقافة والاوقاف؟ هل المسئولية مسئولية الشباب؟

الحقيقة تقول أننا جميعا نتحمل هذه المسئولية، وزارة الداخلية وقسم مكافحة المخدرات تقع عليها مسئولية الضبط ؛ ولكن هي بحاجة إلى كل المجتمع، بحاجة إلى كل فرد من أفراد المجتمع كي يعمل مساعدا لها دون أن يطلب منه المساعدة حماية لنفسه ولبيته ولأسرته، كل واحد منا مطلوب منه أن يكون عينا للمجتمع وعندما تكون لديه المعلومات المؤكدة عن جار له أو صديق و قريب يتاجر ويجلب هذه السموم أن يبلغ عنه فورا على أن يتحرى الدقة، وأن لا يتحرك  من منطلق الكراهية أو الخلاف بل من منطلق ديني وأخلاقي ووطني ، لأن هذا المجتمع مسئوليتنا جميعا وعلينا أن نتحمل هذه المسئولية؟

هناك مسئولية كبيرة ومهمة تقع على الأسرة والبيت، فقد يقع أحد أفراد الاسرة في هذه المصيبة في لحظة طيش أو نتيجة رفاق السوء ممن يزين لهم المتعة التي تحل عند تناول هذه السموم، لذلك مراقبة السلوك من قبل الأسرة مسألة في غاية الاهمية؛ ولكن بعيدا عن الهوس والشك والريبة، بل بطرق سليمة وصحيحة حتى لا تكون هناك أي آثار جانبية محتملة.

هناك مسئولية كبيرة تقع على كل المؤسسات والهيئات والوزارات وخاصة التربية والتعليم والثقافة والاوقاف من خلال حملات التثقيف والتي يجب ألا تنقطع على مدار الايام، وأن تكون بشكل علمي ممنهج، وبطرق ووسائل متنوعة، وألا تكون هذه الحملات موسمية أو من أجل تنفيذ مهمة أو نشاط ثم تنتهي بانتهاء هذه المهمة أو النشاط، وهذا يحتاج إلى التعاون من الكل وعلى رأس هذا الكل وزارتي الصحة والداخلية.

أختم بضرورة منع باعة السجائر على الطرقات والذين انتشروا بصورة لافتة للنظر، حيث أن جزءا كبيرا منهم يشكلون منافذ لتوزيع المخدرات بصورة ًأو أخرى، لذلك ملاحقة هؤلاء بعد تحذيرهم ثم منعهم وبعد ذلك معاقبة من لا يرتدع نكون قد أغلقنا منفذ من منافذ عديدة قد يكون أخطرها.

البث المباشر