قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: سياسة الدببة

بقلم : وسام عفيفة

يحكى أن دبا كان يرافق صاحبه في كل خروج من المنزل، فكلاهما يحب الآخر بشكل جنوني ويدفع الغالي والرخيص في الدفاع عنه، نام صاحب الدب في إحدى المرات نوما عميقا، ذبابة لئيمة عثرت على النائم وعاثت فسادا في فمه وأنفه، الدب المخلص يحاول طردها عن صاحبه في كل مرة، ولكن عبثا يحاول، لم يدخر الدب جهدا إلا وقام به، فهداه تفكيره أخيرا لقتل الذبابة والتخلص منها، فحمل حجرا ضخما وألقاه عليها وهي تمرح على أنف صاحبه، فطارت الذبابة وتهشم رأس صاحبه. 

تسعفنا هذه الحكاية المتجددة في توقع مآلات الاحداث في هذا التوقيت حيث يتربع الرئيس الجديد دونالد ترامب على سدة حكم أقوى دولة في العالم، وقد لوح بدعم لا محدود "لإسرائيل"، وكانت أوقح وعوده الانتخابية نيته نقل السفارة الامريكية من "تل ابيب" المحتلة الى القدس المحتلة، ورغم خطورة هذه الخطوة الا أنها قد تجعل ترامب في موضع الدب الأحمق الذي آذى صديقه وهو يعتقد أنه يحميه.

نهج الدببة بات أحد أبرز معالم الأنظمة السياسية والأمنية في الإقليم حيث يحيط القادة والزعماء أنفسهم بمستشارين وجنرالات من أصحاب اليد الثقيلة لاعتقادهم أن سياسة المطرقة ستحميهم وستذود عنهم خطر شعوبهم أو أعدائهم، المفاجأة سوف تكون مدوية....  التشقق او انهيار العروش والسلطات سيكون جراء ضربات من داخل المنظومة وليس من خارجها... ستكون مربكة وغامضة وستسقط بأيدي الدببة الأصدقاء، لا بأيدي الأخوة الأعداء.

وحتى لا نقع في فخ تعميم الأوصاف، فإن الدب ليس دائما أحمق بل أحيانا تغريه قوته، وخير مثال على ذلك تصريح الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في أكتوبر 2014 حيث لخص سياسته قائلا:" الدب لا يستأذن أحداً"، يومها وضح بوتين في مقابلة صحفية: "لا يستأذن الدبّ أحداً، فهو سيد غابات التايغا عندنا، ولا ينوي النزوح إلى المناطق المناخية الأخرى، لكنه لن يتنازل عن المنطقة الخاصة به"، وهي النتيجة التي وصلت روسيا لها اليوم.

نصيحة أخيرة:" خذوا الحكمة السياسية من سلوك الحيوانات.

البث المباشر