قائد الطوفان قائد الطوفان

بعد إعادتها سلاحا.. السلطة تثبت ولاءها للاحتلال

صورة أثناء لقاء أجهزة السلطة بقوات الاحتلال
صورة أثناء لقاء أجهزة السلطة بقوات الاحتلال

الرسالة نت- محمد العرابيد

للمرة الثانية خلال أسبوعين أعادت الأجهزة الأمنية التابعة للسلطة في رام الله، سلاحا للجيش الاحتلال استولى عليه فلسطينيون خلال اقتحامهم لمواقع للجيش القريبة من مدن الضفة المحتلة.

وذكرت إذاعة جيش الاحتلال أن أجهزة السلطة أعادت للجيش سلاحا رشاشا من نوع "ميغ" استولى عليه شبان فلسطينيون من معسكر تابع للجيش (الإسرائيلي) قبل عدة أيام، قرب مدينة طوباس شمال الضفة.

وأوضحت الإذاعة أن شبانا فلسطينيين استولوا على السلاح بعد اقتحامهم لأحد المعسكرات التابعة لجيش الاحتلال قرب بلدة تياسير بمحافظة طوباس. ووجه قادة الاحتلال الشكر لأمن السلطة على جهودها في العثور على السلاح وتسليمه.

ولاء السلطة للاحتلال

حوادث إعادة أجهزة السلطة الأمنية السلاح لجيش الاحتلال لم تكن الأولى، فسبقتها محاولات عديده خلال الأيام والأشهر الماضية، لاعتقال الشبان الفلسطينيين وتسليمهم للجيش (الإسرائيلي)؛ وذلك لمنعهم من تنفيذ عمليات ضد الاحتلال ومستوطنيه.

وعلى مدار الساعة تواصل أجهزة السلطة جهودها المكثفة لوقف انتفاضة القدس المستمرة، ويظهر ذلك من خلال تقديمها معلومات عن ناشطي المقاومة والانتفاضة للشاباك (الإسرائيلي)، لاسيما ما يتعلق بمحاولات تنفيذ عمليات فدائية ضد الاحتلال ومستوطنيه.

ويؤكد تقرير لمنظمتي "بيتسليم" و"مركز الدفاع عن الفرد" اليساريتين" (الإسرائيليتين)، أن أجهزة السلطة نقلت إلى جهاز (الشاباك) اعترافات تم انتزاعها بالتعذيب من نشطاء حماس، لتستخدمها سلطات الاحتلال خلال التحقيق مع أفراد الحركة إثر اعتقالهم.

تقرير المنظمة يأتي في الوقت الذي كشف موقع "انتيليجينيس اون لاين" الفرنسيّ المتخصص في الشؤون الاستخبارية، والذي اقتبسه موقع (NRG) الإخباريّ-العبريّ، النقاب عن تعاونٍ وثيقٍ للغاية بين جهاز الأمن العام الإسرائيليّ (الشاباك)، وجهاز الأمن الوقائيّ"، إلى حدّ أنّ ممثلي الطرفين عقدا ثمانين لقاء سريًّا، على الأقّل، خلال العام الماضي.

ورغم التنسيق الأمني المتواصل بين السلطة والاحتلال، إلا أن مقطع فيديو مسربًا كشف استخفاف الاحتلال بأجهزة السلطة بعد مصادرتهم بندقية من مركبة تقل عناصر لأمن السلطة. ويظهر في الفيديو إيقاف الاحتلال لعناصر الأمن الفلسطينية وهم في طريقهم إلى بلدة بني نعيم قضاء الخليل، حيث يتم إيقاف مركبتهم ومصادرة البندقية منهم قبل السماح لهم بالمرور.

إحباط العمليات

وعلقت النائب في المجلس التشريعي عن حركة حماس في الضفة، سميرة الحلايقة، على موضوع إعادة السلطة السلاح للاحتلال قائلة: "أجهزة السلطة تعمل بجهود جبارة لمنع استمرار انتفاضة القدس وإحباط أي عملية فردية ضد المستوطنين".

وقالت الحلايقة في حديث لـ "الرسالة نت":" إن أجهزة السلطة لم تكتفِ بإعادة السلاح للاحتلال، بتل تحاول انتزاع الاعترافات من الفلسطينيين وناشطي الانتفاضة وتقدمها للجيش (الإسرائيلي) على مدار الساعة". وأكدت أن الأشهر الأخيرة في الضفة شهدت ارتفاعا ملحوظا في عمليات الاعتقال والاستدعاءات التي تنفذها أجهزة أمن السلطة، وخاصة في فترة التي تشهد تنامي العمليات ضد الاحتلال مواجهة مستوطنيه.

وذكرت صحيفة هآرتس العبرية بداية العام الحالي، أن "تحسناً ملحوظاً" طرأ على علاقات التنسيق الأمني بين جيش الاحتلال (الإسرائيلي) والسلطة، مُشيرة إلى "تغيرٍ كبير" في موقف الأخيرة من "انتفاضة القدس".

القضاء على المقاومة

واعتبر القيادي في حركة الجهاد الإسلامي بالضفة الغربية أحمد العوري، أن أجهزة السلطة في الضفة تحاول من خلال إعادة السلاح الذي استولى عليه الفلسطينيون من الاحتلال، إلى القضاء على المقاومة بالضفة.

وقال العوري لـ "الرسالة نت": "السلطة تمارس سياسة الضغط بالقوة على الفلسطينيين بالضفة لمنعهم من مواجهة الاحتلال ومستوطنيه، من خلال اعتقال العشرات من الناشطين ونزع اعترافاتهم وتقديمها للاحتلال".

وأوضح أن السلطة تعمل على مدار الساعة بجهود جبارة على إحباط العشرات من العمليات الفدائية ضد جيش الاحتلال ومستوطنيه، في الوقت الذي يحرق المستوطنين عشرات من أراضي الفلسطينيين، ويعدم الاحتلال ناشطي الانتفاضة بدم بارد، ومصادقة "الكنيست" على بناء العشرات من الوحدات السكنية.

وأضاف العوري "إن زيادة وتيرة الاعتقالات في الضفة، وإعادة السلطة سلاح للاحتلال وتسليم ناشطي الانتفاضة يدلل على عمق سياسة التنسيق الأمني مع الجيش (الإسرائيلي) الاحتلال في كبح انتفاضة القدس".

يشار إلى أن أجهزة أمن السلطة تشنّ، حملة اعتقالات بحق أبناء حماس والجهاد الإسلامي، وناشطي انتفاضة القدس، خاصة بعد تعرض جيش الاحتلال في الضفة إلى عمليات رشق بالحجارة وإطلاق نار وعمليات طعن.

لا فرق بين السلطة والاحتلال

أما الكاتب والمحلل السياسي فايز أبو شمالة، رأى أنه لا فرق بين أجهزة السلطة والاحتلال، فكلاهما ينتهجون نفس الطريق في التصدي لناشطي الانتفاضة واعتقال العشرات من الفلسطينيين.

وقال أبو شمالة لـ"الرسالة نت": "السلطة لا تستطيع إلّا الاستمرار في سياستها الأمنية التعاونية مع الاحتلال، عبر تلك الاعتقالات لتبيان الولاء له، كونها لم تعد تمتلك أي قرارات جريئة تطبقها على أرض الواقع تواجه خلالها الاحتلال"، واصفاً ما تقوم به الأجهزة الأمنية بأنه "خيانة عظمى" ومن نتائجها تصفية أفراد المقاومة في الضفة، وتسليم اعترافات ناشطي الانتفاضة والسلاح إلى الاحتلال.

 

البث المباشر