قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: ما بين مصر وحماس

الكاتب إبراهيم المدهون
الكاتب إبراهيم المدهون

إبراهيم المدهون

 

يبدو أن جولة الحوار الأخيرة بين قيادة حركة حماس، ووزير المخابرات المصرية إيجابية وتحمل اشارات مطمئنة، وما نريد منها كحد أدنى أن تخفف من الحصار الخانق على غزة. ولا شك أن تحسّن العلاقة بين مصر وحركة حماس سيعزز الدور المصري في الكثير من الملفات التي لها علاقة بقطاع غزة، وسيعزز دورها الاقليمي والدولي أيضا. وهناك أمل كبير بأن يكون لمصر دور مؤثر خصوصًا أن هناك ملفات مهمة تنتظر التحرك المصري مثل رفع الحصار وصياغة معادلة التهدئة والاشتباك مع الاحتلال، واللعب كوسيط في أي صفقة تبادل أسرى قادمة، بالإضافة لرعاية المصالحة الفلسطينية والمساعدة في ترتيب واعادة الاعتبار للمؤسسات الوطنية، فأي دور مصر مركزي وبارز في الشأن الفلسطيني؛ لا سيما المصالحة ومستقبل قطاع غزة، لن يكون إلا عبر بوابة حركة حماس وبناء علاقة جيدة معها، فحركة حماس تلعب عنصر مركزي وأساسي في العديد من الملفات على الساحة الفلسطينية، كما ترى حماس في مصر عمق أساسي وجب تفعيله والتعاون معه والاعتماد عليه. وأعتقد أن مرونة حماس وبراغماتيتها وإصرارها على فتح علاقات وتعزيزها مع مصر، يدلل على النوايا الصادقة لدى الحركة، وهو ما دفع السيد أبو مرزوق للقول عبر الأهرام إنه تم طي صفحة الخلاف مع مصر، فمن الواضح وجود تفاهمات جديدة تحمل إشارات إيجابية ، ولكننا ننتظر ترجمتها إلى واقع على الأرض، وهذا سيكون عنوانه معبر رفح وفتحه بشكل دائم، فالتفاهمات والوعود التي أطلقها الجانب المصري بدأت تجني ثمارها وبدأت تلاحظ على الأرض، عبر تحسن طفيف على حركة المعبر، ومجرد الجلوس بين مصر وحماس بهذا المستوى اعتقد أن هذا تطور نوعي وواسع وكبير. لا غنى لحماس عن مصر وفي الوقت نفسه لا يمكن تجاوز حماس لمن يريد الفاعلية في الساحة الفلسطينية، وأي ترتيب حقيقي لواقع غزة محتاج تفاهم مصري حمساوي أعمق من هذا بكثير، وأعتقد هناك بيئة اولية وارضية للبناء عليها، ونتمنى البدء بالتفكير خارج الصندوق، والتوسع في مشاركة عقول استراتيجية ترسم مستقبلا فيه تعاونا وترتيبا للواقع والسياسة الخاصة بقطاع غزة.

البث المباشر