قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الأمن وحدة واحدة لا يعرف التقسيم

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

 

أمن المواطن مطلب يجب أن تحافظ عليه أجهزة الأمن في قطاع غزة دون نظر إلى اعتبار آخر فهذه مسئوليتها أمام الجميع، وأعتقد أن أجهزة الأمن تقوم بواجباتها على أكمل وجه ولا تدع المنفلتين والساعين للفوضى وزعزعة الأمن الداخلي وأمن المواطنين من خلال بعض الأعمال الصبيانية التي يقوم بها من لا يفقهون فقه الاختلاف، ويعتقدون أن الإرهاب والترويع والتخويف يمكن أن يأتي بنتائج، والحقيقة أن مثل هذه الأعمال تدين فاعليها، وتؤكد أنهم لا يفقهون معنى الاختلاف والأخوة.

صحيح لست فتحاويًا ولكن أبناء فتح هو إخوة لي وجيران وأصدقاء وإن اختلفنا في وجهات النظر السياسية وفي السياسات المختلفة؛ ولكن هذا لا يمنع أن نستنكر ونرفض فكر الارهاب والترهيب عند الاختلاف من أي طرف كان، ولا يعني ذلك أن نلوذ بالصمت عندما يتعرض َأبناء فتح لأي اعتداء تحت أي سبب غير مبرر فقط ولمجرد الاختلاف في التأييد أو المناصرة لهذا الفريق أو ذاك، لأن التعبير عن الاختلاف مجالاته مختلفة كليًا عما يمارسه البعض من أعمال تخريبية.

وصحيح مرة أخرى أننا لم نصل حد الظاهرة؛ ولكن القيام بأعمال تفجير أمام منزلين من عناصر حركة فتح مؤشر خطير يجب أن نحذر منه، ونحذر من تبعاته الخطيرة، ونعمل على تطويقه وملاحقة الفاعلين لخطورة فعلهم وبشفافية كبيرة ووضوح، والعمل على إلقاء القبض عليهم وتعريتهم َأمام الرأي العام؛ لأن الصمت قد يغريهم لمزيد من الأعمال المخلة بالأمن والتي قد تؤدي إلى المس بالأشخاص سواء المستهدفين أو من المارة في الشوارع وجميعهم لا ذنب لهم، هذا ناهيك عما تسببه مثل هذه الأعمال من خطورة على المجتمع ككل.

كما السكوت على هذه الأفعال قد يغري السفهاء والعملاء للقيام بأعمال ترهيبية وتخريبية لزعزعة الأمن الداخلي الذي يفخر به قطاع غزة، ويعتبر هؤلاء الجهلاء أن الأجواء متاحة، وأن الأمن مستباح للقيام بما يريدون من أفعال شائنة تضر بكل مكونات المجتمع وعلى رأسها المقاومة.

أنا هنا لا أريد أن أشير بأصابع الاتهام إلى هذه الجهة أو تلك، وإن كان لدي قناعات ومؤشرات حول من يقف خلف هذه الأعمال الضارة ولكن لا أريد استباق التحقيقات والتي أعتقد أنها قطعت شوطًا كبيرًا لأن المنطق يقول إن الأمن لا يفرق بين هذا وذاك وأن المجتمع الفلسطيني بكل مكوناته وحدة واحدة وغير منعزل عن بعضه البعض.

والمطلوب هنا التعاون من قبل فتح مع الأجهزة الأمنية في الوصول إلى الفاعلين لأنه ووفق المثل الفلسطيني (فش دخان بدون نار) والمنطق يقول إن من تعرضوا لهذه الأعمال (عبد الواحد وخويطر) قد يكون لديهم ولدى التنظيم بعض المعلومات أو يكونوا قد تلقوا بعض التهديدات عبر التلفون أو الجوال أو بوسائل أخرى، وجرى تلاسن بينهم وبين بعض الأشخاص، فكل ذلك يسهل عملية الوصول إلى الفاعلين.

نتمنى للجميع السلامة، ونتمنى أن نرتقي جميعًا في خلافنا ونتبع الأساليب الحضارية، فاليوم قد نكون مختلفين وربما نكون غدًا يدًا واحدة وهذا ليس ببعيد، نتمنى للمجتمع الفلسطيني السلامة بشكل عام وللمجتمع الغزي بشكل خاص.

البث المباشر