قائد الطوفان قائد الطوفان

ماما وبابا

مقال: حديث المال

13319696_1753863441564845_2869787348646422388_n
13319696_1753863441564845_2869787348646422388_n

صحيفة الرسالة

رشا فرحات

للمال حديث خطير بين الأزواج، المال عمود الحياة، وأساس البقاء، ومن دونه ستسقط الرافعة، ومن يقول إن المال لا يهم يكون ببساطة كاذب، وشغل الحصيرة والجرة وكلام الأفلام، غير مقنع .

 بمعنى عزيزي الرجل، المثل القائل "ما بعيب الرجل إلا جيبه" مثل صح مية بالمية، لذلك لا يحق لك أن تخطب ولا تتزوج دون أن تكون على رأس عمل، أي عمل، لكن أن تكون عاطلًا عن العمل، وتذهب لتشحط بنت الناس وراءك، هذا لا يرضي أحدًا، ثم تبدأ تمارس عليها برنامجًا في الكد والحرث لبناء النفس، من وين، وكيف، وأنت لا تعمل.

من جهة أخرى، وفي طريق الحديث عن المال، تجد من يبحث عن موظفة، وهو عاطل، ما شاءالله، هذه الصفقة رخيصة جدًا، لأن المال والطمع كان المحرك الأساسي لها، ولقد لاحظت كثيرًا من السيدات اللواتي يهمن في الشوارع بدون هدف يبحثن عن عرائس لقطة، ولا يترددن في السؤال: مين فيكم موظفة وكالة، يعني بالدولار، بدون خجل!

 والأدهى والأمر، تجد من يوافق، ويهز رأسه من فتيات يعتقدن أن أفضل إنجاز يمكن تحقيقه هو الزواج، من من؟ لا يهم، كيف؟، لا يهم، المهم أن نتزوج !

وفي حديث المال تظهر كثير من الحقائق، التضحيات، العطاء، كل المبادئ التي ننادي بها تظهر على حقيقتها إذا دخل المال في المنتصف، بمعنى أنه في الخطبة يعدك الخطيب بأن تعيشي أميرة، وتعدينه أن تعيشي معه على الحلوة والمرة، وبعد الخطبة، تبدأ حقائق الصبر والتضحيات تنكشف، فلا معنى عزيزتي المرأة أن تتزوجي رجلًا براتب ألف شيكل، ثم تطالبينه بأن يصرف عليك شهريًا ألف دولار، فأنت تعرفين وضعه من البداية!

أحدهم قال لي مرة إن زوجته لا تريد أن تسمع، ولا ترى أي مبرر، إذا كان يساعد أهله من ماله، لا دخل لها، وإذا يساعد شقيقه في علاج، لا دخل لها، وإذا كان يصرف على أمه، لا دخل لها، حقوقها تأخذها "تالت ومتلت" كما يقولون، وهي لا علاقة لها بما يعطي أهله وما يأخذ، وكيف هي ظروفه من الأساس، ومستعدة تقلب الدنيا في سبيل الحصول على فستان جديد!

وهناك أيضًا من صبرت واحتسبت، وعملت معه يدًا بيد، راتبها هو راتبه، مالها هو ماله، تستر عليه أمام أهلها وأمام أهله، لا تظهر حاجتها، ولا تشكو، فرفعها الله لأرفع الدرجات، وأعطاها الله في مالها ومستقبلها، وسيرتها العطرة أمام الناس، كل شيء عند الله بثمن.

وفي النهاية، حديث المال الذي لا يعجبني هذا، أسوأ ما فيه، " المعايرة" إذلال الآخر بما قدمت له، ولقد رأيت كثيرًا من الآباء، ليل نهار، على الطالعة والنازلة: أنا عملتلكم، صرفت، بعت، شريت، علمتكم، بنيت لكم، مالي كله بعثرته لأجلكم.

 يا عم الغلبان المضحي هذا واجبك، لا حق لك بأن تمن على أسرتك، حقهم عليك أن تفعل ذلك، ومن أجل ذلك جاءت منظومة الزواج والإنجاب واستمرار الأسرة، لتتحمل أنت مسؤوليتها، فلماذا مبدأ "المعايرة"

وأخيرا، هناك من أنعم الله عليهم بكثير من المال، واعتقدوا أن الدنيا مال، والحب مال، والعطاء سيارات، وبيوت ومجوهرات، وحسابات في البنك، وسفريات، لا يا عزيزي، وأنت تجمع المال، وترصه في البنوك، وتعمل ليل نهار من أجل هذه الهواية، تذكر أن حضنًا دافئًا لزوجتك، وسهرة جميلة مع أبنائك أفضل من كل أموال الدنيا.

البث المباشر