إخلاء "عمونا":مسرحية نقل المستوطنين من أرض إلى أخرى

اخلاء مستوطنة عامونا
اخلاء مستوطنة عامونا

الضفة المحتلة- مراسلنا

رغم الهالة الكبيرة التي صنعتها (إسرائيل) وأحاطت بمشهد إخلاء البؤرة الاستيطانية "عمونا" المقامة على أراضي المواطنين في قرى شمال شرق رام الله، فإن نظرة أعمق وأوسع تظهر أن إخلاء البؤرة لا يعدو كونه ساترا لتشريع مزيد من البناء الاستيطاني في الضفة الغربية، لا سيما مع الإعلان عن مصادقة الاحتلال على بناء 3000 وحدة استيطانية.

واكتسب النشاط الاستيطاني في الأراضي الفلسطينية زخمه مع تولي الرئيس الأميركي الجديد دونالد ترامب السلطة، فخلال أقل من أسبوعين أعلنت (إسرائيل) عن 4 مشاريع استيطانية ضخمة.

بدوره، قال امين عام حركة المبادرة الفلسطينية مصطفى البرغوثي إن حكومة الاحتلال "الاسرائيلي" تحاول أن تخدع الرأي العام من خلال الحديث عن اخلاء مستوطنة "عمونا"، في حين تنقل بيوت المستوطنين من أراض فلسطينية الى أراض فلسطينية أخرى.

واشار البرغوثي في بيان صحافي الى ان نتنياهو يريد استخدام هذه اللعبة الاعلامية الهزيلة للتغطية على قرار حكومته بانشاء 10 آلاف وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية، بما في ذلك انشاء مستعمرة "E1" التي ستشطر الضفة الغربية الى شطرين، وتطوق القدس بالكامل وتفصلها عن باقي الضفة الغربية.

وأقيمت بؤرة "عمونا" عام 1995 على أراض فلسطينية خاصة تابعة لقرى سلواد والطيبة وعين يبرود وغيرها، حيث أقامتها آنذاك مجموعة مستوطنين متطرفين يطلق عليهم " فتيان التلال"، وهدمت شرطة الاحتلال تسعة مساكن في البؤرة للمرة الأولى عام 2006 تنفيذا لقرار قضائي، ثم هدمت مسكنا عام 2013.

وحيث ان قضية عمونا احتلت مساحة كبيرة للنقاش في الأوساط "الإسرائيلية" وفي وسائل الإعلام، فقد دفع الأمر إلى البحث عن مخرج لإرضاء المستوطنين، حيث كان ذلك من خلال قانون "التسوية"، الذي يفضي إلى مصادرة كل أرض فلسطينية، ولو كانت بملكية خاصة، أقام عليها المستوطنون بؤراً استيطانية، ثم تتم تسمية الأراضي المصادرة بأراضي دولة.

ويجري الحديث عن آلاف الدونمات التي استولى عليها المستوطنون بالعربدة وبدعم من الحكومة وبحماية الجيش وقوى الأمن.

من جانبه، قال رئيس بلدية سلواد عبد الرحمن صالح إنه من غير المؤكد إن كان سيُسمح لأصحاب الأراضي باستخدام أراضيهم والاستفادة منها بسهولة، عدا عن تخوفات من تحويلها إلى منطقة عسكرية تابعة للجيش.

وأضاف في تصريحات إعلامية أن المحكمة "الإسرائيلية" تداولت قضية مصادرة أرض جديدة ومنحها لمستوطني "عمونا"، بعد الادعاء أن أصحاب الأرض غائبون.

وتحتل بؤرة عمونا اليوم 40 عائلة من المستوطنين، قدم معظمهم من مستوطنة "عوفرا"، المقامة على أراضي المواطنين في المنطقة.

بدوره، قال الخبير في شؤون الاستيطان جمال جمعة إن الضجة التي خلقتها (إسرائيل) حول إخلاء عمونا هو من اجل التمهيد للتوسع الاستيطاني، لا سيما في القدس المحتلة، مؤكدا أن المستوطنات المقامة على اراضي الضفة الغربية أقيمت على أراض خاصة، حتى لو صنفتها (إسرائيل) كأراضي دولة.

لكن جمعة أشار للرسالة إلى أن هناك عشرات القضايا التي من الممكن متابعتها ورفعها ضد البناء الاستيطاني، وإجبار الاحتلال على إخلائها، موضحا نجاح العديد من أصحاب الأراضي في استصدار قرار قضائي بملكيتهم لأراض داخل بعض المستوطنات.

ويعيش نحو 400 ألف مستوطن "إسرائيلي" في الضفة الغربية، دون القدس الشرقية، في 128 مستوطنة.

البث المباشر