قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الجرائم الصهيونية بحق أسرانا والتخاذل الأممي

غسان الشامي
غسان الشامي

غسان مصطفى الشامي

 

يعيش أسرانا البواسل في سجون الاحتلال هذه الأيام معركة إرادة وعزيمة وتحدٍ ضد العدو الصهيوني الذي يحاول في كل مرة كسر صمود الأسرى؛ حيث يتعرض أسرانا الأبطال هذه الأيام في السجون الصهيونية كافة إلى القمع والتنكيل المستمرة، إضافة إلى ممارسة أشد أنواع وأساليب التعذيب النفسي والجسدي بحقهم؛ ويضرب الكيان عرض الحائط المواثيق والعهود الأممية والشرائع الدولية كافة التي تحرم قمعهم وتعذيبهم ومواصلة التنكيل بهم باعتبارهم أسرى حرب.

إن محاولات العدو الصهيوني للكسر من عزيمة وإرادة أسرانا البواسل ليست المرة الأولى، بل يتعرض الأسرى يوميًا للجرائم الصهيونية والتنكيل والتعذيب والعزل في الزنازين الانفرادية وتطبيق القوانين العنصرية بحقهم، بهدف إخراس صوت الأسرى والتنغيص عليهم داخل السجون. 

اليوم تعيش الحركة الفلسطينية الأسيرة مرحلة تاريخية دقيقة ويحاول العدو الصهيوني سحب كافة الانجازات من أسرانا البواسل، ويتنكر للاتفاقات السابقة بين الأسرى ومصلحة السجون الصهيونية، ويسحب كافة الانجازات التي حققتها الحركة الأسيرة في اتفاق الكرامة عام 2012م.

إن الأوضاع في سجون الاحتلال تشهد انتفاضة كبيرة بين الأسرى ضد الجرائم الصهيونية بحقهم، فقد اقتحمت قوات (النحشون) و (المتسادا) الصهيونية خلال الأيام القليلة الماضية سجني نفحة الصحراوي والنقب، وشرعت بعمليات تفتيش وتنكيل بحق الأسرى كما صودرت أدواتهم الكهربائية وأغراضهم الشخصية وسط البرد الشديد، وأغلق سجن النقب بالكامل، ورش الأسرى بالغاز المسيل للدموع والفلفل والاعتداء عليهم والتنكيل بهم وسط تكبيرات الأسرى.

 إن أوضاع السجون (الصهيونية) سيئة للغاية خاصة في أجواء الشتاء حيث تفتقر السجون (الإسرائيلية) إلى أدنى مقومات الحياة داخل السجون وهي عبارة عن سجون مهترئة وقديمة ويتعرض فيها الأسرى لكثير من الأمراض والأوبئة، حيث تترك مصلحة السجون الأسرى عرضة للأمراض دون تقديم العلاجات لهم، بل هم حقل تجارب لكثير من الأدوية. 

وإن المعلومات الجديدة حتى كتابة هذا المقال تشير إلى أن مصلحة السجون في الكيان نقلت 30 أسيرًا من أسرى حركة حماس من سجن النفحة بينهم جميع أعضاء التنظيم إلى جهات غير معلومة.

إن الحرب (الإسرائيلية) شرسة وهمجية على أسرانا البواسل، أظهرت صورًا حديثة للأسرى محمود وأحمد نصار من نابلس والأسير خالد السيلاوي من شمال قطاع غزة تعرضهم لاعتداء وحشي من جنود الاحتلال بعد تنفيذ اثنين منهما لعمليتي طعن بحق ضباط الشرطة داخل السجون ردًا على ما تعرض له الأسرى؛ وقد حضر الأسرى للمحكمة وآثار التعذيب الإجرامي ظاهرة على أجسامهم.

إن الهجمة الإسرائيلية المسعورة التي تستهدف أسرانا البواسل في السجون تقودها حكومة (نتنياهو) العنصرية المتطرفة وجاءت وفقًا لتخطيط مسبق لتنفيذ قرارات إسرائيلية أشد بحق أسرانا الأبطال آخرها مناقشة الحكومة الصهيوني قرار حكم الإعدام بحق أسرانا.

إن أسرانا البواسل يخوضون هذه الأيام معركة شرسة مع الكيان الصهيوني، ولن نتركهم لوحدهم في هذه المعركة بل سنتحرك من خلال الفعاليات والتظاهرات التضامنية اليومية معهم ونشر جرائم الكيان بحقهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي لتصل كلمتهم لكافة أنحاء العالم ولتبقى قضيتهم لها صدى إعلامي كبير.

إننا لا نعول في قضية الأسرى على تحرك المجتمع الدولي والمؤسسات الأممية لأنهم يغطون في سبات عميق، ولا يساندون الأسرى في ظل الجرائم الصهيونية المتواصلة بحقهم، وسط تخاذل أممي كبير، ولكننا نعوّل على جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي وغيرها من المؤسسات العربية والدبلوماسية العربية لضرورة التحرك الجاد وتفعيل قضية الأسرى وإبقائها حية في المحافل الأممية والعمل على تنظيم مؤتمرات عربية خارجية دعمًا ومساندة للأسرى الذين يحيون ظروف صعبة داخل السجون الصهيونية. 

كل التحية لأسرانا البواسل الأبطال؛ إنهم ليس مجرد أرقام بل هم قصص عزيمة وصمود وهم وعملاقة الصبر في مواجهة ظلمة السجن والسجن، وإن جهودنا المتواضعة قليلة بجانب صمودهم الأسطوري وتحديهم للسجان، وستتواصل جهودنا في كافة الميادين في دعم ومساندة الأسرى الأبطال، وفضح الجرائم الصهيونية بحقهم، وسيأتي بإذن الله اليوم الذي يتم تبييض  السجون كافة، وسيرى أسرانا بإذن الله شمس الحرية وما ذلك على الله ببعيد.

البث المباشر