قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: السنوار حُمّل الراية لمواصلة طريق الشهداء

بقلم : مصطفى الصواف

لم تنته بعد انتخابات حركة حماس رغم الاهتمام الكبير من قبل وسائل الاعلام المحلية والعربية والدولية عقب انتهاء الانتخابات في اقليم قطاع غزة والذي يشكل أحد أضلاع المثلث المشكل لحركة حماس( قطاع غزة – الضفة الغربية – الخارج ) ثلاثة قطاعات أساسية تجري فيها انتخابات حماس في دورتها الجديدة التي بدأت مطلع العام الجاري وستنتهي مع نهاية الاسبوع الاخير من الشهر القادم كما اكدت حماس سابقا وسيكون خلالها قد تم اختيار كافة مؤسسات الحركة وعلى رأسها المكتب السياسي العام برئيسه وأعضائه وفق اللوائح والنظم المقرة والمتبعة من قبل مؤسسات حماس.

ولكن مع تسريبـات انتهاء المراحل الانتخابية في قطاع غزة والكشف عن رئيس المكتب السياسي فيها القيادي يحيى السنوار ما أثار تساؤلات عدة عن تحولات داخل الحركة في فكرها ونهجها، وأن هناك رياح تغيير في حماس وما سيترتب على ذلك من حدوث تغير في التفكير والسياسات والاستراتيجيات وكأن شخصية رئيس المكتب السياسي في حماس بغض النظر عن خلفيات سواء السياسية أو الأمنية أو العسكرية ستلغي مؤسسات حماس ويصبح القرار قرارا شخصا ممثلا في رئيس المكتب السياسي، وهذا فيه مغالطات كبيرة سقط فيها البعض عن جهالة وعدم معرفة، أو عن قصد حتى يشيع عن وجود خلافات وطغيان للجانب العسكري على السياسي حتى بعضهم تحدث عن أن السنوار كان هو الحاكم الفعلي لقطاع غزة، وهذا الامر فيه محاولة للتخويف وإشاعة القلق لدى المواطنين وإرهابهم من القادم بعد تولي السنوار قيادة الحركة في قطاع غزة، وشطح بعضهم أبعد من ذلك وقال : أن تولي السنوار هو بمثابة إعلان حرب من قبل حركة حماس.

الحقيقة وكما أعرف حماس عن قرب هي حركة مؤسسات إلى حد بعيد وقراراتها تتخذ بعد التصويت، ويكون قرار الحركة بالأغلبية الملزمة للجميع حتى لو كان القرار يخالف موقف رئيس المكتب أو القائد العام لحماس، لذلك ورغم المكانة التي يتمتع بها السنوار داخل حركة حماس فهو من أكثر الناس معرفة للحركة، وسيكون من أكثر الناس أيضا التزاما بسياساتها وقراراتها، ثم ليس إقليم غزة هو من يقرر للحركة؛ بل قيادة الحركة والممثل فيها إقليم غزة هي التي ترسم وتقرر والجميع يلتزم بما تقرره الحركة.

صحيح أن الآراء في حركة حماس مختلفة من شخص إلى آخر، وعندما تثار القضايا والموضوعات في قيادة حماس تختلف الآراء فيها، فقيادة حماس ليست نسخ كربونية؛ ولكن لكل واحد منهم تفكيره الخاص ورؤيته والتي قد تتفق مع البعض وتختلف مع البعض الآخر ويطرح الموضوع وبعد النقاش واستعراض المواقف ووجهات النظر للتصويت وحال حصول القرار على الأغلبية يحترمه وينفذه أكثر المختلفين حوله لأنه أصبح قرارا للحركة وهو ملزم للجميع.

السنوار شخصية قيادية متمرسة سواء في الأمن أو العسكر أو السياسية وهو شخصية مثقفة وتقرأ بهدوء الواقع، فقد مارس العمل النقابي عندما كان طالباً في الجامعة الاسلامية وترأس الكتلة الاسلامية ومجلس طلابها، عمل في المجال الأمني عندما تولى قيادة جهاز حماس الامني (مجد) في الانتفاضة الأولى، ثم تولى قيادة اسرى حماس داخل السجون وعلى دراية كبيرة بالعقلية الإسرائيلية وقد فاوضها لتحقيق مصالح الاسرى، كان عنصرا مهما وهو داخل السجن في تحقيق صفقة وفاء الاحرار(شاليط)، شغل عضوية المكتب السياسي في الدورة المنتهية، له دور في كتائب القسام، كان من المؤيدين لعقد اتفاق الشاطئ ويؤمن بأهمية البعد العربي والاسلامي والدولي ومن دعاة الانفتاح على الجميع خدمة للشعب والقضية وتحقيق المصالح الفلسطينية، مؤمنا كبقية قادة حماس أن المقاومة طريق للتحرير.

نرجو أن يواصل السنوار الطريق التي رسمتها حماس ورسمتها دماء الشهداء من الشيخ أحمد ياسين إلى آخر شهداء الإعداد الذين ارتقوا وهم يعدون العدة للدفاع عن النفس والشعب والوطن.

البث المباشر