قليلة هيّ تلك الروايات التي تناولت ذلك اليوم المشهود في تاريخ مصر: جمعة الغضب، 28 يناير (كانون الثاني) من عام 2011. في ذلك التاريخ خرج عشرات الألوف من المصريين في مشهد لن يُمحى بسهولة من ذاكرة كل من عاصره وواجهوا جحافل ضباط الشرطة والأمن المركزيّ.
ولأن الكاتب كان ممن رأوا هذا المشهد وعايشوه بتفاصيله، وعاصر شبابًا قُتلوا بصدور عارية ليخرج بعد ذلك جميع من قتلهم أحرارًا من ساحات المحاكم، فقد وضع كل ما أصابه من حزن واكتئاب في تلك الرواية.
للمرة الأولى التي يرد فيها اسم عُطارد على ذهن القارئ يتخيل أنه ذلك الكوكب الأقرب للشمس من كواكب المجموعة الشمسية كافة، وأكثرهم حرارة تكاد تصل إلى حد الجحيم نفسه. لكنه وبالرغم من حرارته العالية وجحيمه المستعر لم تصل شدته إلى ذلك الجحيم الذي اشتعل في قلب العقيد «أحمد عُطارد» قائد «مجموعة البرج» حين اجتاحت جحافل القوات المسلحة لجمهورية فرسان مالطا مصر في عام 2023، حيث تدور أحداث الرواية.
شكل العقيد تلك المجموعة لمقاومة الاحتلال الذي عاث في مصر فسادًا ونشر الدمار في كل مكان حيث طال القصف كافة أنحاء القاهرة فتهدم مبنى الجامعة العربية وانهارت دار الأوبرا ودُمرت العديد من الفنادق والوزارات.
وكما خرجت جموع المصريين في 2011 من فرط اليأس، خرجت «مجموعة البرج» التي شكلها الضباط الوطنيون لتقاوم الاحتلال القادم لمصر عام 2023، وما جمعة الغضب منهم ببعيد.
وصلت الرواية إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العالمية للرواية العربية، وقد صدرت عن دار «التنوير»، وعدد صفحاتها 304 صفحة.