العرب عطشى للعزة والكرامة وأردوغان بل ريقهم

قاسم : شخصيته تثير قلق الأنظمة العربية قبل "إسرائيل"

هويدي: أردوغان لا يسوق لنفسه عبر دعمه للقضية الفلسطينية

الرسالة نت _ أمل حبيب

صفقنا له بحرارة ورفعنا صوره عاليا حتى سطع نجم بلاده في سماء قطاع غزة المحاصر, وذلك بعد مواقفه الايجابية مع القضية الفلسطينية وانتقاده "لإسرائيل" ولجرائمها البشعة .

هو رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان ..شخصية برز تأييدها ودعمها للفلسطينيين وخاصة المنكوبين بغزة بشكل ملحوظ في الآونة الأخيرة , فهل سيعيد أردوغان رمزية شبيهة بجمال عبد الناصر ؟ أم انه يستخدم القضية الفلسطينية للترويج لنفسه وتحقيق مصالح تركيا ؟ والى أي مدى تثير شخصيته قلق "إسرائيل" ؟ وكيف أثرت مواقفه الشجاعة على الزعامات العربية التي تغط في سبات عميق ؟  هذه الأسئلة وغيرها ستحاول "الرسالة" الإجابة عنها من خلال محاورة أصحاب الشأن والاختصاص .

شبيه عبد الناصر

وفي هذا السياق يرى الدكتور عبد الستار قاسم أستاذ العلوم السياسية بجامعة النجاح بأن رئيس الوزراء التركي هادئ, ولا يتعجل باتخاذ القرارات وتنفيذ الأمور ولديه طموح عثماني، بان تعود تركيا دولة عظيمة وكبيرة ولها.

وقال قاسم (للرسالة نت) :" لن يكون أردوغان شبيه بجمال عبد الناصر لان الظروف اختلفت ومعايير القيادة تغيرت ", فهو تركي وليس عربي حتى يستطيع أن يستحوذ على قلوب جميع الناس ".

ويختلف فهمي هويدي الكاتب والمحلل المصري،مع قاسم، فهو يرى ان وجه الشبه بين أردوغان وجمال عبد الناصر، هو أن كلاهما يعبر عن هموم شعبه واحتياجاته بشجاعة ونزاهة , موضحا بان تركيا في هذه المرحلة تحتاج إلى زعيم شجاع ليقودها .

العرب عطشى للعزة

وفي معرض رده على ما إذا كان الشعب الفلسطيني قد رفع سقف التفاؤل عاليا بقدرات أردوغان , أوضح قاسم أن العرب عموماً والفلسطينيين خصوصاً عطشى لنوع من العزة والكبرياء , فهم يتمسكون بأي شخص يقف مع قضيتهم ويعيد لهم العزة الضائعة , مرجعاً سبب ذلك إلى أن القادة العرب يقودوا شعوبهم من ذل لأخر، لذا فلا يمكن لوم الشعوب عند مبالغتها في التصفيق لأردوغان وغيره .

وقال قاسم:" لا أعتقد بان أردوغان يستغل القضية الفلسطينية من أجل مصالح بلده , أو للترويج لنفسه .

ووافقه الرأي هويدي قائلاً:"لا أظن بأن رئيس الوزراء التركي يسوق لنفسه من خلال دعمه للمحاصرين في غزة فهناك وسائل أكثر نفعا للتسويق ", مضيفا: هو يعبر عن مشاعر المسلم التركي , فلا يمكن أن يتجاهل القضية الفلسطينية ".

يقلق "إسرائيل" ويحرج العرب

وبخصوص شخصية اردوغان، أكد قاسم بان شخصيته تثير قلق الأنظمة العربية قبل "إسرائيل" لأنها تكره أي شخص لديه عزة وكبرياء يحرجهم ويعريهم ويهدد عروشهم وبالتالي يتمنون التخلص منه ,مبينا بان الكيان الصهيوني لا يريد التيار الإسلامي ويعمل جاهداً من أجل إحداث المشاكل في الداخل التركي .

بينما يري هويدي ان "إسرائيل" تفكر بالخلاص من أردوغان ولديها وسائل مختلفة لذلك , أهمها محاولة هزيمته سياسيا أو إثارة المتاعب والمشاكل له بالداخل , أو محاولة اغتياله.  يذكر بان رجب طيب أردوغان من مواليد عام 1954م، عاش في حي قاسم باشا وهو أحد الأحياء الفقيرة بمدينة اسطنبول, وتلقى تعليمه الابتدائي ثم التحق بمدرسة الأئمة والخطباء الدينية، ثم انتقل للمرحلة الجامعية حيث التحق بكلية التجارة، والاقتصاد بجامعة مرمرة باسطنبول، وكان يعمل أثناء مرحلة الطفولة في بعض الأعمال والمهن البسيطة من أجل جني المال لمساعدة والده وأيضاً من أجل توفير جزء من مصاريف تعليمه، كما قام بممارسة رياضة كرة القدم.

أردوغان والعلمانيين

وكان حزب العدالة والتنمية ذي الميول الإسلامية بقيادة أردوغان قد حقق فوزا كاسحا في الانتخابات البرلمانية التي أجريت عام 2007 حيث حصد حزب العدالة حوالي 61% من مقاعد البرلمان.

وعلى الرغم من الأحاديث التي يتم تداولها بالأوساط العلمانية المعارضة من أن أردوغان يسعى من أجل لإقامة دولة دينية على غرار الدولة الإيرانية وهو الأمر الذي يتناقض مع الطبيعة العلمانية للدولة والتي تعد أبرز المعالم الأساسية للجمهورية، إلا أنه نفى ذلك وقال في إحدى تصريحاته بأنه لن يتنازل عن أي من المبادئ الأساسية لتركيا, وسيواصل تصميم الإصلاحات الاقتصادية والديمقراطية، وكما أكد على احترامه للقيم الجمهورية والعلمانية.

ولكن قاسم يرى بان العلمانيين في تركيا يشكلون خطرا على أردوغان وحزبه , لاسيما بعد إفراج المحكمة العليا عن المتآمرين من اجل إحداث انقلاب في البلد .

بينما يعتقد هويدي بوجود صراع محدود بين حزب العدالة والتنمية والعلمانيين عن طريق استخدام آلية القانون والانتخابات ومحاولة إظهار عيوب ومشاكل للطرف الآخر .

الجدير بالذكر أن إحدى المحاكم التركية في مدينة اسطنبول قد أفرجت عن تسعة ضباط متورطين بمؤامرة لإسقاط الحكومة التركية الحالية قبل حوالي أربعة شهور .

أما عن سبب دعم أردوغان للفلسطينيين بصورة ملحوظة في الآونة الأخيرة , أجاب هويدي :" العدوان الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة والحصار المفروض فجر المشاعر التركية , وما حدث في منتدى دافوس هو جزء بسيط من دعم تركيا للشعب الفلسطيني.

البث المباشر