"عندي حلم"، هذه العبارة كانت مفتاح تحرّر الزنوج من عنصرية "البيض" في أميركا، ذلك الحلم الذي أطلقه "قسّ الثورة" مارتن لوثر كينغ قبل 50 عاماً أمام نصب إبراهام لينكولن، صاحب قرار تحرير الزنوج، وقد سار المهاتما غاندي على نفس الحلم، وصام حتى الموت احتجاجاً على تكريس التمييز بحق الهنود في الانتخابات، ولاحقاً ضد الاستعمار البريطاني.

هكذا هي أحلام قادة وزعماء حركات التحرر في العالم، وكفلسطينيين دائمًا كانت أحلامنا كبيرة، وقد عبرت عنها رموزنا الوطنية عبر تاريخ النضال الفلسطيني، وكان يفترض أن يرث الرئيس محمود عباس هذه الأحلام، لكنه بدلًا من ذلك ثار إعجابه بالمطربة أحلام، حيث غازلها فنيًا في بيروت بينما كانت تسجل الحلقة الأخيرة من "اراب ايدول" قائلاً: "متابعك "منيح" مع عرب آيدول"، فبادرت أحلام إلى إطلاق ضحكة عالية، اشتهرت بها، وقالت إنها تعتبر ذلك شهادة منه.

تركيز الرئيس على المطربين لم يسبقه إليه أحد، وقد ميزهم عن بقية أصحاب المواهب والحرف، لا سيما أنه سبق أن منح مطربين الجنسية وجواز السفر الفلسطيني.

ففي مارس 2012، منح الجنسية الفلسطينية وجواز سفر للفنان اللبناني فضل شاكر، كما عبر الفنان اللبناني راغب علامة عن فرحته لتسلمه جواز السفر الفلسطيني ومنحه الجنسية الفلسطينية من قبل عباس في يوليو 2013.

وفي ديسمبر 2017، وصف الفنان التونسي لطفي بوشناق جواز السفر الفلسطيني، الذي منحه إياه عباس في حينها، بأنه أرفع الأوسمة التي نالها في مشواره "الفني".

جورج وسوف، المطرب السوري الشهير، أيضاً كُرّم من قبل عباس، بجنسية فلسطينية وجواز سفر دبلوماسي في أكتوبر 2015، وكذلك المغنية التونسية صوفيا صادق، كُرمت في ديسمبر2016، من قبل عباس بالجنسية والجواز الفلسطينيين.

الأذن الموسيقية للرئيس لم تطرب للغناء العربي فقط، بل نقل عنه في ديسمبر 2016، قوله إنه يستمع كل يوم إلى الأغاني الإسرائيلية، وإن أحب من المغنين اليهود موشيه إلياهو.

أحلام قادة التحرر تتسع لتضم آمال شعوبهم، لكن الرئيس اختزلها بضم أحلام التي طبعت قبلة على جبينه، واكتفى شعبنا بالفرحة.