طرد الرجوب يضع علاقة مصر بالسلطة على مفترق طرق

​غزة-لميس الهمص

باتت علاقة السلطة الفلسطينية بالسلطات المصرية على مفترق طرق بعد طرد الأخيرة أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب، وذلك في خطورة كشفت مستوى التنافر بين الطرفين منذ رفض رئيس السلطة محمود عباس المبادرة العربية التي قدمتها مصر لإجراء مصالحة فتحاوية داخلية.

ورغم أن البعض اعتبر الطرد استهدافا شخصيا للرجوب وليس حركة فتح نتيجة لتصريحاته الأخيرة التي هاجم فيها المصريين وطالبهم بعدم التدخل في الشأن الفلسطيني، إلا أن الحادثة ستزيد حالة التوتر في العلاقات المصرية الفلسطينية ممثلة بالسلطة، في ظل العديد من الوقائع على رأسها عدم زيارة رئيس السلطة أبو مازن، لمصر منذ فترة طويلة، وحل مكانه صائب عريقات الذي حاول تقريب وجهات النظر بين الجانبين.

في المقابل أظهرت الحادثة التي جاءت بعد زيارة عريقات والتي صرح خلالها بأن العلاقة مع مصر حسنة، ويجري الاعداد لزيارة قريبة للرئيس عباس للقاهرة، أن محاولات قيادة السلطة لم تفلح في رأب الصدع، وانه لم يتم تقديم أثمان حقيقية لإعادة العلاقات لسابق عهدها.

ويبدو أن انتخابات اللجنة المركزية لفتح زادت الطين بلة عندما تجاهلت تماما أي شخصيات يمكن أن تكون محسوبة أو مقربة من النظام المصري كما جرت العادة في تشكيلات فتح والمنظمة، الأمر الذي أظهر لمصر انه لا توجد لدى أبو مازن أي نية للاستدارة اتجاه القاهرة.

كما أن حملة الاعتقالات التي نفذتها أجهزة امن السلطة بحق أنصار دحلان في الضفة والتهديد بقطع رواتب أنصاره بغزة لمجرد زيارتهم مصر والمشاركة في فعاليات برعاية مصرية، اعتبرت من قبل نظام السيسي إهانة وتحديا له.

وبحسب مراقبين فإن الحادثة وطريقة الطرد المهينة تعد نجاحا للقيادي المفصول من الحركة محمد دحلان في التحريض على السلطة وخاصة عدوه القديم الجديد الرجوب، وتظهر رغبة مصرية في الاستمرار في إسناد تيار دحلان رغما عن أبو مازن ما يجعل العلاقة بين الطرفين على مفترق طرق.

وكانت وسائل إعلام مصرية قد نقلت عن مصادر ملاحية بمطار القاهرة، قولها إن الرجوب تم ترحيله إلى الأردن على نفس الطائرة التي قدم عليها، تنفيذًا لتعليمات أحد الأجهزة الأمنية المصرية.

وأضافت أن الرجوب فوجئ برفض دخوله أثناء قيام مندوب السفارة الفلسطينية بإنهاء إجراءات دخوله من صالة كبار الزوار في مطار القاهرة.

وجرى الحديث عبر وسائل الإعلام أن جهاز المخابرات هو من أصدر قرار المنع ما يعني أن مصر بثقلها الأمني والسياسي عبرّت عن سخطها من تجاوز عباس لتوجيهاتها وقراراتها، وتأتي خطوتها رسالة بأنها موجودة وأنها حاضرة ولن تسمح لعباس بضرب قراراتها عرض الحائط.

بدورها حرصت السلطة على التزام الصمت بعد الحادثة وهو ما يدلل على رغبتها عدم الوصول للطلاق البائن والحفاظ على خط رجعة مع مصر التي لا غنى عنها.

وقد يكون لهذه الخطوات ما بعدها على صعيد تطوير العلاقة مع حماس، وتحسين العلاقة مع غزة، على قاعدة المصلحة المصرية واستخدام أوراق ضغط في وجه عباس.

وتظهر المعطيات على الأرض أن الكرة الان في ملعب عباس الذي أصبح أمام خيارين: إما العودة على قاعدة التنازل، أو المضي قدما والذهاب نحو أطراف في الوسط مثل الأردن والسعودية أو في المحور المقابل لمصر مثل: تركيا وقطر.

البث المباشر