قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: مفعول به

صورة الكاتب
صورة الكاتب

بقلم : وسام عفيفة

يتعامل الاحتلال وأطراف إقليمية ودولية مع شعبنا مثل صياد طائر الكركزان أو الكركز، بدفعه نحو أفخاخها وفق مصالحها.

ولمن لم يمر بتجربة صيد هذا النوع من الطيور، فقد اعتادوا نصب فخ من السلك المقوى ووضع طعم في طرفه عبارة عن دودة، حيث لا ينتهي دور الصياد، بل يجتهد في دفع الكركز نحو الفخ من خلال الغناء له:" يا كركزان امشي دحلة ورا دحلة" وعند اقترابه من الفخ ينادي الصياد:" اركز يا كركز". حتى يلتقط الدودة فيلتقطه الفخ.

حال الفلسطينيين بات كطائر الكركزان، فمنذ عشر سنوات من الانقسام يتم دفعهم نحو أفخاخ التقسيم والتقزيم، جراء سياسة سلطة محمود عباس التي أعلنت خوض معركة تحرير غزة من أهلها واستعادة شرعيتها، فانطبق عليها المثل الشعبي:" اجت تكحلها عمتها"، وبدلاً من ذلك تحولت إلى شريك في الحصار والعزل للقطاع بكل مكوناته، وها هي السلطة تتعرض لضغوط من أجل فك ما تبقى من ارتباط إداري ومالي، وفق معطيات تشير إلى أن ميزانيتها تلقت سنويًا منذ العام 1994 مساعدات مالية ثابتة بقيمة مليار دولار، في حين بلغ مجموع ما دخل موازنة السلطة خلال العام الماضي  2016 نحو350 مليون دولار فقط.

ومن المتوقع أن تعاني السلطة خلال العام الجاري والسنوات المقبلة شحًا في المساعدات والمنح الخارجية ما يضع السلطة أمام أزمة مالية قد تدفعها إلى عدة خيارات ستكون غزة ضحيتها... الخيار الأول: وقف دفع الرواتب لموظفي السلطة المستنكفين في القطاع والبالغ عددهم قرابة 60 ألف موظف (33 ألف عسكري-27 ألف مدني)، الخيار الثاني: إحالة عدد كبير منهم قد تصل لـ ـ70% أو جميعهم إلى التقاعد إجبارياً.

السلطة عمليًا قامت بعديد من الإجراءات على طريق فك الارتباط والفصل سواء بعمليات قطع رواتب خصومها السياسيين أو بالتخلي عن دورها في ملفات حيوية مثل الكهرباء الى جانب سلسلة طويلة من المناكفات الإدارية.

غزة سوف تكون مضطرة خلال المرحلة القادمة أن تقلع شوكها بيدها، والخطير في هذا الوضع غياب ضمير الفاعل الفلسطيني، والجميع سيكون في محل مفعول به.

البث المباشر