قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: البرود السياسي في العلاقات المصرية الفلسطينية وانعاكاستها على المجتمع

الباحث رامي حلس
الباحث رامي حلس

رامي حلس

تأخذ أي علاقة بين بلد وأخر ثلاثة اوجه لا رابع له وهي " سلام , توتر , حرب " وفي كل من الثلاثة اوجه السابقة صفات وعلامات , وعليه تكون طبيعة التواصل بين البلدين  , وتبقي العلاقة بين البلدين لفترة من الزمن سواء في السلام و الحرب او التوتر , وهذا عائد لقوة العلاقة وتجزرها التاريخي والجغرافي. وأي علاقة بين أي بلدين بالضرورة لها تأثير على افرادها ومواطنيها , لكن ! العلاقة في حد ذاتها تدخل في اطار المصلحة المشتركة بين البلدين .

وفي اطار الحديث عن العلاقة بين  جمهورية مصر العربية  فلسطين يجب ان يكون مشوب بالحذر لطبيعة وحساسية هذه العلاقة الممتدة على مر التاريخ والعقود اضافة الي البعد الجغرافي الذين يربط البلدين  ومن الضروري التأكيد علي ان العلاقة بين مصر وفلسطين هي علاقة سلام وستبقي علاقة سلام. اليوم وفي اطار الحديث المتداول والمتناقل بين وسائل الاعلام حول العلاقة بين السلطة والقيادة المصرية يندرج في اطار انه توتر وسوء تفاهم بين البلدين حول اجندة خارجية ومصالح خاصة يحاول اطراف اخري اللعب عليها والجميع هنا يدفع ضريبة هذه العلاقة التوترية, لكن ! لابد من الاخذ بعين الاعتبار ان أي من ما يحدث وما يدور هنا وهناك يعود اولا / لوجود الاحتلال الاسرائيلي المستفيد الخفي من اللعبة , ثانيا/ ووجود الانقسام السياسي الفلسطيني الذي يهدد خطرة كل البيت الفلسطيني والثالث / الخلافات الداخلية في حركة فتح . انه وفي ظل تلك المعيقات الفلسطينية الثلاثة تتحدد طبيعة العلاقة مصر مع فلسطين .

منذ ان وطأت اقدام الرئيس الامريكي الجديد ترامب البيت الابيض والتحرك السياسي الدولي في سباق مع نفسه وعلى كافة المستويات السياسية خاصة وان السلطة الفلسطينية منقلبة على نفسها خاصة في اخذ قرارات مصيرية وتاريخية فيما يتعلق بعملية السلام والحل النهائي وحل الدولتين . وبعيدا عن جوهر وطبيعة العلاقة بين مصر وفلسطين فالكل يعي طبيعتها وجوهرها التاريخية والجغرافية فكلا البلدين له مصلحة خاصة وأجندة سياسية داخلية خاصة الحماية الامنية وبالتحديد الحدود.

يمكننا القول بان العلاقة بين مصر وفلسطين يشوبها حالة البرود السياسيى او التوتر راجع الي طبيعة الاوضاع في مصر واستقرارها الداخلي , اضافة الي صعوبة ضبط الحدود المصرية الفلسطينية , لكن ما يعننا هنا النظر بعين المجهر على الاوضاع الفلسطينية الفلسطينية وأوضاع البيت الفتحاوي المفكك تنظيميا ,خاصة بأن هناك جهات تستغل هذا الوضع المترهل للساحة الفلسطينية , كل ما سبق ذكره والنتيجة المرة ان الانسان الفلسطيني خاصة قطاع غزة يدفع فاتورة هذا التحديات والعلاقات والتي تجعل من طموحاته وأماله مجهولة المصير , فالجميع ينتظر ما تكون العلاقة مع مصر علاقة حميمة  . الطالب والمريض والتاجر والسائح الجميع ينتظر ان يبقي الطريق مفتوح لتحقيق اماله . ومن المهم على المستوي السياسي الفلسطيني الفلسطيني توحيد وجهات النظر وتغليب المصالح الشخصية على غيرها , وعلى حركة فتح ان تجمع قواها وتعمل على ترتيب صفوفها وبيتها وتتحد من اجل فلسطين لا من اجل شخص هنا او هناك.

باحث وأكاديمي ومختص في الشؤون السياسية والاجتماعية

البث المباشر