يواصل الاحتلال (الإسرائيلي)، مسلسل جرائمه ضد المسجد الأقصى، والهجمة الشرسة بحقه، للنيل من قدسيته، من خلال تمرير بعض المخططات التهويدية، وتفريغه من المقدسيين والمواطنين المتواجدين فيه.
فمؤخراً، ازدادت حدة الانتهاكات الإسرائيلية ضد المسجد الأقصى المبارك، والتي لم يسلم منها حراسه، حيث اعتقل الاحتلال 11 من حراس المسجد، واعتدى على عدد آخر، بعد تصديهم لأحد علماء الآثار "الإسرائيليين" الذي حاول سرقة حجارة من المسجد.
وفي السياق، حذر عمر الكسواني، مدير المسجد الأقصى المبارك، من مخططات "إسرائيلية" لتغيير الواقع القائم في المسجد، بعد اعتقال عدد من حراسه ومحاولة سرقة حجارة من داخله.
وأكد الكسواني، في تصريح خاص لـ"الرسالة"، أن ما يقوم به الاحتلال داخل المسجد الأقصى تجاوز خطير لا يمكن القبول به، وشن حرب الاعتقالات والاستدعاءات التي ينفذها بحق موظفي وحراس المسجد الأقصى هدفه تفريغ المسجد لخلق واقع جديد أكثر خطورة.
وأوضح مدير المسجد الأقصى، أن المسجد المبارك يتعرض منذ أسابيع لحملات "إسرائيلية" خطيرة للغاية، ويحاول من خلالها التدخل بشؤون دائرة الأوقاف الإسلامية الأمر "الذي نرفضه بشكل قاطع وسنتصدى له بكل قوة".
تصعيد المقاومة
وقال الناطق باسم حركة حماس حسام بدران: "إن تشديد قوات الاحتلال من هجمتها على المسجد الأقصى المبارك سيواجه بالتصعيد من المقاومة"، مؤكدًا أن مقاومي الضفة الغربية المحتلة لن يتركوا الأقصى وحيدًا يواجه الإجرام الصهيوني.
وأشار بدران في تصريح صحفي له، إلى خطورة إقدام قوات الاحتلال على شن حملة اعتقالات في صفوف حراس المسجد الأقصى المبارك، في ظل تنامي الدعوات "الإسرائيلية " إلى الاقتحامات المتكررة.
وأضاف "حملة الاعتقالات تلك تزامنت مع قرار رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو بالسماح لأعضاء الكنيست الصهيوني باستئناف اقتحام الأقصى، والذي كان قد أوقفه منذ اندلاع انتفاضة القدس". وحذّر بدران من خطورة الدعوات التي تروج لها منظمة "نساء من أجل الهيكل "الإسرائيلية"، الرامية لاقتحام وتدنيس المسجد الأقصى وبناء الهيكل المزعوم، حيث تدعو المنظمة
إلى التصعيد باقتحامات المسجد الأقصى خلال "عيد الفصح العبري" الذي تبقى له قرابة أسبوعين.
ويتزامن تصعيد الانتهاكات من الاحتلال ضد الأقصى، مع انطلاق القمة العربية الثامنة والعشرية، التي بدأت أعمالها أمس الأربعاء، في العاصمة الأردنية عمان، بمشاركة وفد فلسطيني ترأسه رئيس السلطة محمود عباس، لذلك فإن حركة حماس طالبت "الأشقاء العرب"، في قمتهم، بوضع ملف حماية الأقصى والقدس على رأس جدول أعمال القمة، "كونه رمز عزة الأمة العربية، وأن العمل على إنهاء احتلالها أكبر عوامل توحيد الأمة وتكاتف شعوبها".
وأطلق ناشطون فلسطينيون، دعوات لـ "التطوع وحراسة" المسجد الأقصى المبارك، إثر عمليات الاعتقالات التي نفذتها شرطة الاحتلال في مدينة القدس المحتلة، وطالت نحو 11 من "حراس الأقصى".
وخلال شهر شباط/ فبراير الماضي، اقتحم ألف و599 إسرائيليًا باحات المسجد الأقصى، بحماية أمنية مشددة من قبل شرطة الاحتلال؛ بينهم 118 إسرائيليًا من الجنود وعناصر المخابرات، إضافة إلى 517 يهوديًا من فئة الطلاب والمرشدين.
وأبعدت شرطة الاحتلال ثمانية مواطنين فلسطينيين عن المسجد الأقصى والبلدة القديمة ومنطقة القصور الأموية لفترات تراوحت ما بين 15 يومًا وستة شهور خلال شباط 2017.