قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: سلاح قذر

بقلم/ وسام عفيفة

منذ أول مواجهة وجبهة اشتباك مع الصهاينة تصدى الفلسطيني لمعركة الجاسوسية والعمالة باللحم الحي، سقط في هذا الصراع مئات الفلسطينيين صرعى على مذبح الخيانة، ولا تزال المعركة مستمرة.

ضريبة الجاسوسية لم تكن يوما حكرا على الفلسطيني حيث أطلق على الجاسوسية ثاني أقدم مهنة في التاريخ، ومن المؤكد أنه خلال الأزمنة القديمة وفي كل مدينة استخدم الحكام الجواسيس لجمع استخبارات أي معلومات متعلقة بعدو أو صديق.

وقد عُرف قديما في الهند كتاب شفوي توارثته الأجيال منذ أمد بعيد يتضمن العديد من التقاليد المتبعة في إحضار المعلومات ورصد حركات الخصوم والأعداء وقد جاء في كتب التراث الهندية أن الإله "براهما" قد أوصى أحد الحكماء بهذه المقولات: "أرسل جواسيسك بأسرع مما تتحرك قدماك ولا تدع نفسك تهلك لأمن الأقربين أو من الأجانب تجسس عليهم واعرفهم".

الاحتلال الإسرائيلي أخطر من استخدام هذا السلاح بقذارته وانحطاطه وقد مسخ ضحاياه بعدما نزع آدميتهم وحولهم لدمى، وتاريخ المواجهة وملفات المقاومة حافلة بنماذج مقززة.

التجنيد والجاسوسية يضرب في أعماق التاريخ اليهودي، ويفرد الكاتب خالد غازي فصلاً خاصا لمفهوم التجسس لدى الشخصية اليهودية بعنوان ستة آلاف سنة من التجسس، والذي يعد من العقائد الثابتة في فكر اليهودي بشكل عام ولعل هذا المفهوم الخاص هو السبب الأول في تفوق دولة بحجم دولة (إسرائيل) لتكون لها اليد العليا في السياسة الدولية مشيرا إلى أن التجسس لدى اليهودي يمارسه تعبيرا عن وجوده وإثباتاً لذاته ولعقيدته الثابتة بأنه يتفوق على سائر البشر أجمعين، ولذا فإن التجسس على "الأميين" بالمصطلح اليهودي، هدف يحقق له هذا التفوق الذي يستمد جذوره من العقيدة الصهيونية.

ويستعرض المؤلف قصص الجاسوسية اليهودية بدءا من قصة العاهرة "راحاب" المعروفة بعاهرة أريحا والتي ساهمت في تقويض دعائم ملك الكنعانيين كذلك "دليلة" أول جاسوسة استخدمت محاسنها لإغواء "شمشون"، وغيرها من قصص الجاسوسية اليهودية.

حماية الجبهة الداخلية تدفعنا مضطرين أن نقتطع من لحمنا وجسدنا النازف ما فسد وتعفن قبل ان يتفشى المرض ونصبح جميعا ضحايا أبشع سلاح يقتل روحنا دون جسدنا.

البث المباشر