اعتبر الكاتب الإسرائيلي يوسي بن مناحيم أن إحباط عملية انتقام حركة حماس على اغتيال مازن فقهاء، اختبار مصيري لرئيس السلطة محمود عباس أمام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
وقال بن مناحيم، في مقال له، إن نجاح حماس في تنفيذ "عمليتها الانتقامية" من مناطق الضفة الغربية سيشكل كارثة على مكانة عباس وموقفه وقدرته على السيطرة على المنطقة، أمام ترامب.
وأضاف: "لذلك أوعز عباس إلى قادة الأجهزة الأمنية في الضفة بزيادة التعاون مع الجيش الإسرائيلي وجهاز الأمن العام (الشاباك)؛ لمنع انتقام حماس"، مشيرا إلى أن "هذا هو سبب صمت السلطة، وعدم انتقادها لعملية اغتيال فقهاء، علاوة على عدم إرسال التعازي لذويه في طوباس".
وذكر بن مناحيم أن التعاون الاستخباري بين (إسرائيل) والسلطة، في هذه المرة، سيكون مصيريا، مؤكدا أن (إسرائيل) تعيش أيضا أياما أمنية مصيرية في أعقاب اغتيال فقهاء، "خاصة أن انتقام حماس مسألة وقت لا أكثر"، كما قال.
وتابع: "المنظومة الأمنية الإسرائيلية على قناعة بأن العملية الانتقامية قادمة لا محالة، وخصوصا بعد أن تسلقت حماس الشجرة التي سيصعب عليها النزول منها من خلال التصريحات والوعودات بالانتقام والرد على اغتيال فقهاء".
وأوضح أن المرحلة الحالية تشهد صراع أدمغة بين "العقول الاستخبارية الإسرائيلية والحمساوية"، "حيث يسعى كلا الطرفان إلى سد الثغرات؛ من خلال حرص إسرائيل على إحباط عملية حماس، في مقابل حرص الحركة على إيجاد ثغرة لتنفيذ انتقامها".
وكان وزير الجيش الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، قال في تصريح صحافي خلال زيارته مستوطنة سديروت المحاذية لقطاع غزة نقلته صحيفة يديعوت، الأحد الماضي، إنه لن يدخل في جدال مع حماس، "وأن الطرفين يعرفان ما الذي يتوجب عليهما فعله".
بينما أكدت كتائب القسام الذراع العسكرية لحماس أن تصريحات ليبرمان "التي يحاول فيها الهروب من المسئولية عن جريمة اغتيال القائد فقها، تظهر حجم الخوف والضغط الذي يتملك العدو وقادته الذين تلطخت أيديهم بدماء الشهيد مازن ودماء أبناء شعبنا".
وقال أبو عبيدة المتحدث العسكري باسم القسام، في تصريح مقتضب له الأحد الماضي، إنه لا مسئول عن الجريمة سوى الاحتلال، ولن تفلح كل محاولاته المعلنة أو الخفية في التنصل أو خلط الأوراق.
وكان فقهاء، وهو قيادي في كتائب القسام، اغتيل في 24 مارس الماضي، برصاص مجهولين في حي "تل الهوى" السكني في مدينة غزة.