"والله لازرعك بالدار يا عود اللوز الاخضر.. واروي هالأرض بدمي تتنور فيها وتكبر.. يا لوز الأخضر نادي فلسطين الخضرا بلادي، مدو لي هالايادي حتى بلادي تتحرر" تحت أنغام هذه الأبيات الذي أنشدتها فرقة العاشقين الفلسطينية، استقبلت فلسطين ضيفها المميز الذي يزورها شهراً من كل عام.
واقتطع قطاع غزة نصيبه من هذا الضيف، بعد أن سجل موسماً وافراً ومميزاً من إنتاجه، لتكتسي الشوارع والأسواق بلونه الأخضر، الذي لطالما تغنى به الأجداد واتخذوه رمزاً لخصوبة الأرض وبركتها، ما أضاف إليه طابعاً وطنياً غير أنه من الثمار اللذيذة التي تشتهر بها فلسطين لخصوبة أرضها وحسن مناخها.
منذ أكثر من ثلاثين عاماً يعتني الحاج أبو رمضان سلمي، بأشجار اللوز العشرة التي يمتلكها في مزرعته وسط مدينة غزة، وبرغم وجود عدد من الأشجار المثمرة داخلها، إلا أن أشجار اللوز التي تحيط الأرض من أطرافها الأكثر حباً لقلبه كونهن من غرس والده الذي زرعها قبل وفاته بقليل.
مذاق الحبات الخضراء
زارت "الرسالة" الحاج "سلمي" ليروي جزءاً من مراحل نمو أشجار اللوز وثمارها وهي ثلاثة مراحل " مرحلة النمو الأولى حيث لا تعطي الشجرة أية إنتاج أو ثمار في هذه الفترة التحضيرية للإنتاج، ثم مرحلة الإنتاج وإعطاء الثمر على شكل حبات مخروطية الشكل تبدأ بالإزهار أو ما يطلق عليه بمرحلة النوار في شهر كانون الثاني وشباط.
وأكمل حديثه وهو يتفحص حبات اللوز:" تتكون الحبات الخضراء مخروطة الشكل ثم تأتي الحبة إلى مرحلة الجفاف حيث تجف حبة اللوز وتتشقق، عندئذ يجمع المزارع الحب لاستخدامه، وأخيراً مرحلة الصمغية، حيث إن شجرة اللوز عندما تبلغ مرحلة متقدمة من عمرها فإنها تبدأ بإعطاء مادة الصمغ على جذوعها وبشكل كثيف".
وبحسب السبعيني، فإن شجرة اللوز تستمر في عطائها للإنتاج والثمر لذيذ المذاق لقرابة الخمسين عاماً أو أكثر قليلًا.
ويستثمر الحاج رمضان معظم الوقت في أكل أكبر كمية من اللوز عن أشجاره كونها غنية بالفوائد بينما يقسم باقي الثمار على أحفاده واقربائه وجيرانه.
في حين يعبر، البائع المتجول أحمد خلة عن سعادته لإقبال المواطنين على شراء اللوز بكثرة، مما شكل له مصدرا للرزق مع بداية فصل الربيع، يقول "للرسالة" :"أنتظر موسم اللوز لأتجول في شوارع غزة وبيعه للناس كونه طعاماً خفيفاً ومحبباً لدى الجميع (..) ولحظي ومن يعتمدون على بيعه في موسمه لسد قوت أسرنا، كان هذا الموسم وفيرًا في الإنتاج مما جعله يتوافر بأسعار رخيصة تناسب الجميع لشرائه".
ويجوب الأربعيني خلة، شوارع الرئيسة المدينة لبيع اللوز، فهو يجد سهولة في تسويقه كونه لا يحتاج إلى إقناع زبائنه كون "اللوز" غنيًا عن التعريف لديهم طالما مذاقه جيد.
فوائد كبيرة
ولأن موسم اللوز هذا العام شهد إنتاجًا كبيرًا، فسره نزار الوحيدي مدير الإدارة العامة للتربة والري "للرسالة"، أن الأمطار التي أتت بوقت متأخر أنقذت ثمارها، كما أن الظروف الجوية خلال فترة النمو كانت ملائمة، مبينًا أن الحالة الجوية، لم تشهد رياحاً قوية ولا تساقط للبرد أو انخفاض شديد بدرجات الحرارة مما ساهم في نضوج اللوز بالظروف المناخية المطلوبة.
ويتميز اللوز الأخضر بعديد من الفوائد حيث يحتوي على قيمة غذائية عالية، فهو يوفر كمية كبيرة من فيتامين (E) والبروتين والكالسيوم والبوتاسيوم والفوسفور والمغنيزيوم، إضافة إلى عدد كبير من المعادن الأخرى.
وبحسب عدد من الدراسات الطبية فإن تناول اللوز الأخضر يساعد في علاج عدة أمراض تهدد جسم الإنسان وهم: السمنة والسكري: التهاب الكلى وأمراض تشمع الكبد:، وجفاف البشرة والسعال: ويمنع اللوز الزهايمر.
ورغم استخدام "اللوز الأخضر" يساعد في علاج بعض الأمراض، إلا أن كثيرًا من محبيه يتناولونه بالملح، وقد تستخدمه السيدات في كبسه كالمخلل أو طبخه كونه يحتوي على عناصر غنية تفيد جسم الإنسان.