رودريغيز.. معضلة دون حل بريال مدريد

رودريغيز
رودريغيز

الرسالة نت - وكالات

يعيش الكولومبي جيمس رودريغيز أياما صعبة في العاصمة الإسبانية مدريد، رغم تألقه اللافت مع منتخب بلاده خلال التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2018، ليقترب بشدة من الرحيل بعيدا عن "الميرينغي"، بعد بداية رائعة خلال حقبة كارلو أنشيلوتي، ثم تراجع مخيف مع زين الدين زيدان.

رودريغيز لا يشارك كثيرا ولا يلعب أساسيا إلا في أضيق الظروف، وحالته تبدو مرضية لعديد اللاعبين الآخرين، لكن بالنسبة لأحد أبرز نجوم مونديال البرازيل فإن الأمر مختلف، خصوصا بعد اقتراب إيسكو من تجديد تعاقده بناء على نصيحة الجهاز الفني، ليكون الكولمبي أقرب الراحلين بالصيف المقبل.

التسعة ونصف

لعب رودريغز مع ريال مدريد في عدة مراكز، إنه صانع اللعب الكلاسيكي في المركز 10 خلال خطة 4-2-3-1، يتمركز أمام ثنائي الوسط وخلف المهاجم مباشرة، ليصنع الفرص والأهداف بالثلث الأخير من الملعب.

وبعد تولي زيدان القيادة الفنية، راهن الفرنسي على مزيج بين 4-4-2 و4-3-3، ليضع لاعبه الكولومبي إما على الطرف كجناح صريح، للاستفادة من كراته العرضية داخل منطقة الجزاء، أو لاعب وسط هجومي ثالث بالتعاون مع كاسيميرو وتوني كروس أو لوكا مودريتش، يحصل على الكرة من لاعبي الارتكاز، وينقل الهجمة من الوسط تجاه كريم بنزيما وكريستيانو رونالدو في الأمام.

ولكن إذا وضعنا أفضل تعريف تكتيكي ممكن للاعب، فإنه مهاجم متأخر، نصف لاعب هجومي صريح ونصف صانع لعب، أو ما يعرف بالتسعة ونصف في ميزان اللعبة، أي القادر على التسجيل والصناعة في نفس الوقت.

اليونايتد

ويبحث مانشستر يونايتد عن نجوم جدد في أقرب "ميركاتو" قادم، لأن النتائج تحتاج إلى تعديل في بطولة الدوري، مع تباين المستوى من مباراة إلى أخرى، بالإضافة إلى صعوبة فك طلاسم الدفاعات المتأخرة في الأولد ترافورد.

وسقط فريق المدرب جوزيه مورينيو في فخ التعادل خلال مباريات عديدة أمام منافسين أقل قوة، بسبب فشل مهاجميه في استغلال الفرص وتأخر الربط بين صناع اللعب ورؤوس الحربة حول منطقة الجزاء، لتخرج النتيجة النهائية دون أهداف في أكثر من لقاء.

ويحتاج مورينيو إلى مهاجم آخر لسد فراغ ما بعد زلاتان إبراهيموفيتش، ويفكر أيضا في وضع ماركوس راشفورد كرأس حربة متحرك في الأمام، ومن خلفه لاعب آخر قادر على القطع المفاجئ تجاه المرمى، وهو ما يتمثل برودريغيز, ليكون هو أكثر لاعب مناسب لطريقة "سبيشال وان".

تشيلسي

من اليونايتد إلى تشيلسي تحت قيادة أنطونيو كونتي، الذي اقترب مع فريقه من لقب "البريميرليغ"، والعودة إلى دوري الأبطال خلال العام المقبل، وبهذا سيحتاج إلى صفقات جديدة وتدعيمات أخرى.

ويريد كونتي تقوية صفوفه في مراكز معينة، كقلب الدفاع ومنطقة الأظهرة، بسبب لعبه بخطة 3-4-2-1 التي تحتاج إلى ثلاثة مدافعين وظهيرين.

ومن الممكن لتشيلسي التفكير الجدي في شراء رودريغيز بحالة واحدة فقط، ألا وهي رحيل إيدين هازارد هذا الصيف، فالبلجيكي يراقبه الريال منذ فترة، وإذا نجح فلورنتينو بيريز في إقناع مديري النادي "اللندني" بالبيع، وقتها فقط سيحتاج كونتي إلى مساعد هجومي أمام الوسط.

ولكن في حالة استمرار هازارد، سيكون من الصعب دفع مبلغ فلكي في لاعب سيؤدي نفس الأدوار التكتيكية تقريبا.

الخيار الصعب

لن يفكر أي ناد إسباني آخر في ضم رودريغز، وفي حالة رهان الأندية الإنجليزية على خيارات أخرى، ويبقى الأمل الوحيد في مستثمري آسيا بأندية الإنتر وميلان، مجموعة تريد تسليط الأضواء على مشروعها الجديد، بالتعاقد مع نجوم كبار بأسعار فلكية، من أجل الإعلان عن دخولها رسميا مصاف الكبار من جديد.

وبعيدا عن إيطاليا وأنديتها، تقدم السوق الصينية نفسها كواحدة من إمبراطوريات البيع والشراء مؤخرا بعالم انتقالات اللاعبين.

ويمكن لأي فريق صيني دفع ما يريده ريال مدريد لشراء رودريغيز، لكن يبقى السؤال المهم، هل يوافق المهاري الكولومبي على التضحية بمشواره ليذهب بعيدا من أجل المال؟ بكل تأكيد تبقى هذه الخطوة بعيدة عن الواقع، لأن لديه سنوات طويلة للتألق خلال الفترة المقبلة، وبالتالي فإن خطوة السفر إلى الصين ربما تأتي مستقبلا وليس الآن.

البث المباشر