قائد الطوفان قائد الطوفان

كيف سترد روسيا وسوريا على الضربة الأميركية؟

لحظة انطلاق أحد صواريخ توماهوك من مدمرة أميركية  لضرب قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا
لحظة انطلاق أحد صواريخ توماهوك من مدمرة أميركية لضرب قاعدة الشعيرات الجوية في سوريا

موسكو- الرسالة نت

حظيت الضربات التي وجهتها الولايات المتحدة ضد قاعدة الشعيرات العسكرية قرب ريف حمص الشمالي أمس الخميس، بتغطية واسعة تناولت الحدث تحليلا وتعليقا واستشرافا لما قد يترتب عليه من تداعيات وردود فعل من جانب القوى المعنية بالحرب الدائرة هناك.

واهتمت صحف بعينها بموقف روسيا تجاه الضربة وكيفية ردها عليها. وقالت صحيفة واشنطن بوست في تقرير بعنوان "كيف سترد روسيا؟" إن الرئيس الأميركي دونالد ترمب قد يعمد إلى طمأنة الروس بأن الضربة لم يكن يُقصد منها سوى معاقبة الرئيس السوري بشار الأسد على استخدامه أسلحة كيميائية على بلدة خان شيخون الثلاثاء الماضي، وأنه ليس في نيته قلب التوازن في الحرب الأهلية الدائرة هناك.

وأوضحت الصحيفة أن ما يواجه ترمب وقادته العسكريين الآن هو وجود قوات روسية في ساحات القتال وأنظمة دفاع جوي روسية قادرة على إسقاط الطائرات الأميركية.

ومما يزيد الطين بلة أن القوات الروسية امتزجت مع قوات النظام السوري، وهو ما قد يؤدي إلى سقوط ضحايا عسكريين روس في حال توجيه ضربة لأي هدف عسكري سوري.

وحذر الجنرال المتقاعد جون ألن، الذي نسق الحملة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا إبان إدارة الرئيس باراك أوباما، من أن يكون لمثل هذه الضربات العسكرية "تأثير حاسم" على الحرب ضد الإرهاب.

وقال أندرو إكسوم -وهو مسؤول عسكري سابق في إدارة أوباما- إن السوريين والروس قد يُفسدون الحرب على الإرهاب في حال توجيه ضربة ضد نظام الأسد، إذ سيكون لديهم من الذرائع للبدء بإطلاق نيران أنظمة دفاعاتهم الجوية على طائرات التحالف الدولي.

وإذا ما أُسقطت طائرات أميركية أو اضطرت للرد على الرادارات السورية والروسية، فإن الولايات المتحدة قد تنجر إلى مستنقع الحرب الأهلية "الفوضوية" في سوريا، بحسب واشنطن بوست.

وركزت صحيفة يو إس توداي من جانبها على الرد المتوقع من سوريا على القصف الأميركي لقاعدتها الجوية. فقد ذكرت أن ترمب يراهن كما يبدو على أن سوريا لن تنتقم من واشنطن، وأن روسيا وإيران -حلفاء الأسد الرئيسيين- سيمتنعون أيضا عن الرد.

وأشارت الصحيفة إلى أن نظام الأسد سيصمد على الأرجح في وجه هذه الضربات، وأن الرئيس السوري سيترقب بصبر الوقت المناسب للرد بأمل أن ترمب سرعان ما سيصرف انتباهه نحو أزمة أخرى في مكان آخر من العالم.

وبحسب الصحيفة نفسها، فإن الضربة المحدودة تنبئ بمدى المأزق الذي يواجهه ترمب مثل ذلك الذي تعرض له سلفه أوباما. فالأول كما الثاني كلاهما طالب الأسد بالتنحي "لكن ليس ثمة ما يشي بأن رجل سوريا القوي سينصاع لذلك طوعا".

أما مجلة نيوزويك فقد رأت أن قصف القاعدة الجوية السورية أمس الخميس ينطوي على مخاطر أكثر بكثير مما لو كانت حدثت في عهد أوباما نظرا لوجود قوات ومعدات عسكرية روسية في سوريا، بما في ذلك وحدات حديثة مضادة للطائرات.

ومع أن موسكو لا تعلن عن عدد قواتها المتمركزة الآن في سوريا، فإن المحللين يقدرونها بنحو عشرة آلاف جندي بما فيها قوات خاصة بعضها مدمج مع مقاتلين من الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللبناني.

وبالنسبة لترمب، فإن أي عمل عسكري جديد يحمل في طياته مخاطر جمة تماما مثل ضربة الخميس. وتعكف وزارة الدفاع الأميركية (بنتاغون) حاليا على دراسة إمكانية فرض منطقة حظر جوي للحؤول دون شن النظام السوري غارات جوية على قوات المعارضة المسلحة.

لكن مجلة نيوزويك عادت لتقول إن مناطق الحظر الجوي لها مخاطرها هي الأخرى إذ يتعين حمايتها من الجو، مشيرة إلى أن ثمة احتمالا وحيدا هو أن تقام منطقة من هذا النوع قرب الحدود العراقية جنوبي شرقي سوريا، أي بعيدا عن الأماكن التي تنشط فيها القوات الروسية والإيرانية وبجوار المناطق التي تنطلق منها الطائرات الأميركية لضرب أهداف تابعة لتنظيم الدولة.

البث المباشر