قائمة الموقع

مقال: الإخوة الأعداء

2017-04-13T04:47:29+03:00
الإخوة الأعداء
بقلم : وسام عفيفة

التجربة الاعتقالية للأسرى والفصائل في معتقل أنصار "كيتسعوت" الذي أقامه الاحتلال في النقب إبان اشتعال انتفاضة الحجارة كانت تشبه الى حد كبير الواقع الذي نحياه اليوم، فقد منحت إدارة السجن حكما ذاتيا للمعتقلين، بموجبه يديرون شؤونهم اليومية والتنظيمية داخل الاسوار والخيام.

في صيف عام 1991 كان المعتقل على موعد مع خلاف كبير بين أسري حماس وفتح وصل ذروته بالاشتباك المباشر، ولا زالت الذاكرة الاعتقالية تسجل تلك الأحداث عندما نشب نزاع بين الفصليين في قسم (ج) على خلفية اتهامات لحماس بالاستيلاء على أرشيف أمني لحركة فتح... وقد انتقل التوتر الى كافة أقسام المعتقل، لكن أخطرها كان في مربع (7) قسم (ب) الذي كان يضم خيمة لحركة حماس معظم أسراها من الأشبال، مقابل 13 خيمة لفتح تضم القيادة المركزية لأسرى الحركة.

في هذه الاثناء كانت إدارة المعتقل تراقب الخلاف من بعيد، ومع حلول مساء ذلك اليوم أعلنت حالة الاستنفار والتعبئة بين عناصر التنظيمين، وأخذ أسرى حماس مواقعهم للدفاع عن خيمتهم، التي حوصرت من القوة الضاربة لحركة فتح، وبدأ الهجوم بالعصي والأدوات الحادة.

كانت مواجهة غير متكافئة بين نحو 30 عضوا من حماس و300 مقاتل على الأقل من فتح، والمفارقة المحزنة أنها كانت معركة تحت حراب الاحتلال، ولم تطل المواجهة حتى استسلم مجاهدو حماس لمناضلي فتح بعدما سقط عدد من الشبان بإصابات بين متوسطة وخطيرة، وتم اعتقال أسرى حماس في خيمة فتح لساعات، قبل أن تتدخل قوات الاحتلال بالغاز والرصاص بعدما هاجم معتقلو حماس في المربعات المجاورة أبراج المراقبة وجنود المعتقل.

الشاهد في هذه الحادثة أن سلوك حماس في تلك التجربة ومع تكرار حالات المواجهة داخل المعتقل وبعد فشل الوساطات وجهود الحوار كانت تعمد الى نقل المواجهة مع إدارة المعتقل، وقد كان الخيار الانسب لفض الاشتباك والنزيف الداخلي، ليصبح الجميع اجباريا في مواجهة إدارة السجن الذي يوجه غازه ورصاصه وقمعه نحو المعتقلين دون تمييز.

يبدو أننا نعايش اليوم تجربة أسرى النقب داخل سجننا الكبير سواء في قسم الضفة الغربية او قسم غزة، لفض اشتباك الإخوة الأعداء.

اخبار ذات صلة