قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أقرع ونزهي

صورة للكاتب
صورة للكاتب

بقلم : وسام عفيفة

اندهش باحث هندي وهو يسجل ملاحظاته حول نوعية وفخامة سيارات المسؤولين الحكوميين في الضفة والقطاع بينما تفرض حكومته على الوزراء اقتناء سيارات صناعة هندية متواضعة مقارنة مع غيرها.

الباحث الهندي كان يعد دراسة حول القضية الفلسطينية، وقد عبر خلال اللقاء عن استغرابه من ارتفاع رواتب وامتيازات الوزراء والمسؤولين في حكومات السلطة الفلسطينية رغم أنها سلطة حكم ذاتي، تدير شئون شعب يقبع تحت الاحتلال.

وكأن لسان حال الهندي يردد المثل الشعبي المصري: "أقرع ونزهي" الذي يطلق على شخص لا يعرف حدود مقدرته فينفق ببذخ وهو مفلس.

المقارنة المفزعة بين حالنا وحال الهند ثاني أهم قصة اقتصادية في عصر العولمة بعد الصين لا تقف عند هذا الحد، فقد ذكر مسؤولون هنود، أنه بدءا من الشهر المقبل، لن يسمح لكبار الشخصيات (في. آي. بي) بالهند، بما في ذلك الرئيس ورئيس الوزراء، باستخدام كشافات التنبيه ذات الضوء الأحمر فوق سياراتهم، بهدف إفساح الطريق أمامها أثناء السير، حيث يستاء ركاب المركبات الأخرى من وميض الكشافات الحمراء، ويضطرون إلى الانتظار حتى تمر سيارات الحكومة، وهو الأمر الذي عادة ما يتسبب في المزيد من الفوضى في المدن الهندية المزدحمة.

وعقب اجتماع مجلس الوزراء مباشرة، أزال العديد من الوزراء، الكشافات الحمراء من فوق سياراتهم.

وقد برر نارندرا مودي رئيس وزراء ثالث أكبر اقتصاد في آسيا خلال أربعة أعوام، القرار عندما كتب على موقع التواصل الاجتماعي تويتر: «كل هندي يعتبر مميزا، كل هندي يعتبر شخصا مهما".

في مثال أخر عرضت الحكومة الإيطالية عام 2014 ست سيارات فاخرة تمتلكها للبيع من خلال مزاد عبر الإنترنت من خلال موقع "إيباي"، كجزء من حملة عامة على إهدار المال الحكومي. وأعلنت الحكومة على مدار 3 اسابيع بيع إجمالي 151 سيارة غير ضرورية. وكانت تهدف تلك الخطوة إلى تعزيز النمو وخلق فرص عمل في البلاد.

الخلاصة بعد كل هذا الاستعراض وضرب الأمثلة سواء بالهند او ايطاليا يمكن اختصاره في المثل الشعبي: "الحكي الك يا كنة اسمعي يا جارة".

البث المباشر