قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: أغنية عبرية بلحن حزين

صورة للكاتب
صورة للكاتب

إبراهيم المدهون

 ما عرضته كتائب القسام من فيديو لأغنية باللهجة العبرية يعتبر إبداع وتطور نوعي في الحرب النفسية التي تشنها المقاومة ضد الجمهور الاسرائيل، فقد خاطبت الأغنية عوائل الأسرى المحتجزين لديها في قطاع غزة، وجاءت كلمات الأغنية رسالة من الجنديين هدار جولدن، وشاؤول أرون، تكذب الحكومة الإسرائيلية، التي كثيرًا ما كانت تُصر على أن الجنود المحتجزين لدى القسام، "قتلى"، وليسوا أحياء.

 لا شك أن الاغنية عاطفية وصيغت بأسلوب متقن، وبلحن ابداعي مؤثر، وغنت بلهجة سليمة جدا، وقد رافقها وسم #حكومتكم_تكذب، في إشارة لعدم مصداقية حكومة نتنياهو التي ترفض التعاطي مع صفقة تبادل جديدة مع حماس. هذه الأغنية نقطة تُسجل لحركة حماس على حساب إسرائيل في معركة العقول، لا سيما وأنها جاءت بعد جلسة الكنيست بحضور نتنياهو وأهالي الجنود المحتجزين، والتي شهدت الكثير من المشادات واتهامات طالت الحكومة ورئيسها.

كما أن القسام بهذا المقطع القصير ذكّر الناس بألآم أهالي أكثر من 6000 أسير في سجون الاحتلال، والذين ينتظرون عودة أبنائهم، بفارغ الصبر عبر صفقة تبادل أسرى، ولا ننسى ان الرسالة تتزامن مع ما يقوم به الاسرى من اضراب عن الطعام وتصعيد، ابتدأ في يوم الاسير، وقد جاء إصدار القسام الأخير هدية موجهة للبرغوثي ورفاقه المضربين، يقولون لهم نحن معكم ليس في الكلام وانما بأوراق قوة وضغط، سترغم السجان للافراج عنكم بصفقة تبادل ليست أقل من وفاء الأحرار".

 إلى أن استخدام وسم "#حكومتكم_تكذب"، كان له آثار صعبة على الجمهور الداخلي في إسرائيل، وهذا يدلل على أن رواية نتنياهو التي يحاول تسويقها بأن الجنود قُتلوا هي رواية غير صحيحة.

 يبدو أن لدى القسام الكثير من الأوراق التي ستستخدمها مستقبلًا لضرب الحكومة بعائلات الأسرى، وهذا كان له شاهد كإعلان والدة أم هدار جولدن، أن شاهدت المقطع عشرات المرات، وأنها لم تنم ليلة عرض الفيديو.

 لا اتوقع أن يكون للفيديو تبعات مباشرة، لكن أهميته تكمن في تحريك المياه الراكدة، لذلك فإن توقيت نشر الفيديو أهم نقطة تُحسب للمقاومة، فالزمن كفيل ان ينضج صفقة تبادل جديدة، قوية وواسعة ومرضية، فالاستعجال يخسرنا فالوقت لصالح المقاومة وتعظيم ما لديها، قما لدى المقاومة من اوراق مطمئن لتكرار أعظم من وفاء الاحرار.

البث المباشر