قائد الطوفان قائد الطوفان

أبرز المحطات في العلاقات السعودية الأميركية

ترامب ومحمد بن سلمان
ترامب ومحمد بن سلمان

الرياض- الرسالة نت

مثل اختيار الرئيس الأميركي دونالد ترمب المملكة العربية السعودية لتكون أول محطة في أول جولة له خارج الولايات المتحدة مؤشرا على بدء مرحلة جديدة في العلاقات السعودية الأميركية التي شهدت حالة من "التوتر" في عهد الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما.

وشهدت العلاقات السعودية الأميركية عبر تاريخها الطويل عدة محطات كانت في أغلبها ممتازة وإن لم تخل في أحيان عديدة مما يعكر صفوها، ولكن الطرفين أظهرا باستمرار حرصا على تجاوز اللحظات الصعبة وإعادة المياه إلى مجاريها كلما اتجهت الأمور نحو التوتر.

ويمكن القول إن العلاقة بين البلدين وضعت أسسها الإستراتيجية خلال اللقاء التاريخي بين الملك عبد العزيز بن سعود والرئيس الأميركي فرانكلين روزفلت على ظهر الباخرة كوينزي عام 1945، ومنذ ذلك الوقت انتقلت العلاقات بين البلدين من مرحلة المصالح إلى مرحلة التحالف والتشارك.

وفي ما يلي أبرز المحطات التي مرت بها العلاقات السعودية الأميركية خلال فترتي الرئيسين أوباما وترمب

خلال فترة أوباما

استمرت العلاقات بين البلدين بالتحسن خلال الفترة الأولى من حكم الرئيس بارك أوباما لكنها انتهت بالتوتر في السنوات الأخيرة من حكمه على خلفية سياسات أوباما في سوريا، والقلق السعودي مما توصف بسياسة "الذراع الممدودة" التي انتهجتها إدارة أوباما مع إيران وتوجت بتوقيع الاتفاق النووي معها.

وقد أثار حفيظة المملكة العربية السعودية ودول الخليج العربي تراجع أوباما عن استخدام القوة ضد النظام السوري رغم انتهاك نظام الأسد الخط الأحمر الذي كان أوباما قد وضعه بعد الهجوم الكيميائي على الغوطة عام 2013.

حاول أوباما لاحقا التخفيف من حدة التوتر في يناير/كانون الثاني 2015 عندما قطع زيارة إلى الهند وتوجه إلى المملكة العربية السعودية للقاء الملك سلمان بن عبد العزيز فور تسلمه مقاليد الحكم عقب وفاة الملك عبد الله بن عبد العزيز.

وفي مايو/أيار 2015 عقد أوباما قمة في منتجع كامب ديفد مع قادة دول مجلس التعاون الخليجي للتأكيد على ضمان أمن الخليج والدعم العسكري الأميركي لدول المجلس، لكن الملك سلمان لم يحضر القمة بل حضرها ولي العهد الأمير محمد بن نايف والأمير محمد بن سلمان ولي ولي العهد، لكن حدة الخلافات ازدادت في يوليو/تموز 2015 على خلفية الاتفاق النووي الإيراني الذي أبرمته إدارة أوباما مع طهران.

وفي مقابلة مع مجلة "ذي أتلانتك" عبر أوباما عن اعتقاده بأنه ليس من مصلحة بلاده التقيد بتقديم الدعم التلقائي للسعودية ودول الخليج، ودعا السعوديين إلى اقتسام الشرق الأوسط مع خصومهم الإيرانيين، وقال "إن التنافس بين السعوديين والإيرانيين ساعد على تغذية الحروب بالوكالة وإثارة الفوضى في سوريا والعراق واليمن".

وفي خطوة غير متوقعة استخدم أوباما الفيتو ضد مشروع قانون يتيح لأقارب ضحايا هجمات سبتمبر/أيلول 2001 مقاضاة الدول التي ينحدر منها المهاجمون لكن الكونغرس الأميركي عاد ورفض الفيتو.

وفي سبتمبر/أيلول 2016 حاول مشرعون في مجلسي الشيوخ والنواب منع صفقة سلاح بقيمة مليار ونصف المليار للسعودية، ووجه 64% من أعضاء الكونغرس رسالة لأوباما يطالبونه فيها بإلغاء الصفقة على خلفية الحرب في اليمن إلا أنه صادق عليها في نهاية المطاف.

خلال فترة ترمب

أجرى الرئيس الأميركي دونالد ترمب بعد تنصيبه في يناير/كانون الثاني 2017 اتصالا مع الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز أكد فيه على عمق العلاقات والشراكة الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن، وأكد الطرفان على ضرورة تعزيز الجهود المشتركة لمحاربة الإرهاب ومواجهة التحديات الأمنية التي تواجهها المنطقة، خصوصا في سوريا واليمن.

وخلال حملته الرئاسية انتقد ترمب بشدة نهج الدبلوماسية الذي اتبعته إدارة أوباما مع إيران وأسفر عن الاتفاق النووي.

وبعد وصول ترمب إلى البيت الأبيض يوم 20 يناير/كانون الثاني 2017 عادت الإدارة الأميركية إلى سلاح العقوبات ضد طهران، وأعلنت واشنطن في فبراير/شباط 2017 فرض عقوبات جديدة على 13 فردا و12 كيانا إيرانيا يعتقد ارتباطهم بالبرنامج الصاروخي، ودعم ما تصفه بالأنشطة الإرهابية.

وفي 14 مارس/آذار 2017 استقبل ترمب محمد بن سلمان ولي ولي العهد السعودي في البيت الأبيض، وأعرب ترمب خلال اللقاء عن دعمه الاستثمارات الأميركية في السعودية وتسهيل التجارة الثنائية بين البلدين، كما شدد الطرفان على توسيع التعاون الاقتصادي لتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة في السوقين الأميركية والسعودية.

وفي 19 أبريل/نيسان 2017 زار وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس الرياض، وقال خلال الزيارة إن واشنطن تهدف إلى التوصل لحل سياسي في اليمن تشرف عليه الأمم المتحدة.

وفي 20 أبريل/نيسان أكد وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون في كلمة أمام قمة اقتصادية سعودية أميركية بواشنطن أن العلاقات التجارية والاقتصادية بين البلدين تدخل عهدا جديدا، وشدد على أن موارد وزارة الخارجية الأميركية في السعودية "تحت تصرف" المملكة من أجل تعزيز التجارة والاستثمار بين البلدين.

وفي 20 مايو/أيار 2017 استقبل الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الرئيس الأميركي دونالد ترمب في الرياض، في أول زيارة خارجية له منذ توليه منصبه، وقال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن زيارة ترمب ستعزز الشراكة الإستراتيجية بين الرياض وواشنطن، وكذلك بين الولايات المتحدة والدول العربية والإسلامية.

البث المباشر