قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: قراءة في تصريح ترامب بحق حماس

الكاتب إبراهيم المدهون
الكاتب إبراهيم المدهون

بقلم: إبراهيم المدهون

ترامب يصف حماس انها حركة ارهابية بوجود القادة العرب وبوجود الرئيس عباس نفسه، هذا الوصف لن يضر حماس الا أذى، فحماس لم تكن في يوم من الايام خارج تصنيف قوائم الارهاب من وجهة نظر الولايات المتحدة، وطالما تقاتل حماس الاحتلال وتقاومه ستبقى كذلك في عيون ترامب ومن في موقعه، وحقيقة لا يوجد جهد حمساوي لتغيير النظرة الامريكية، ولن تقع بما وقعت به منظمة التحرير حينما جعلت ذلك هدفا.

من زاوية أخرى لا تكاد حماس تغيب عن المشهد الاعلامي والسياسي الاقليمي، فضلا عن حضورها المتقدم في الساحة الفلسطينية، حتى فبركات تصريحات الامير تميم تجد حماس حاضرة وبقوة، ربما تصريحات ترامب تأتي في سياق طبيعي كتوجه امريكي إلا أن الجديد في الموضوع، كان في أمرين؛ الأول المكان الذي ذكر فيه ترامب التصنيف (السعودية)، والثاني أنه كان أمام قادة أنظمة عربية وإسلامية.

موقف الفصائل الفلسطينية وبياناتها الرسمية باستثناء حركة فتح، مواقف وطنية لها التقدير والاعتزاز، كما أن ردة فعل نشطاء واعلاميي غزة ودعمهم لحركة حماس في وجه ترامب وتغريدهم عبر الفيس بوك وتويتر ومواقع التواصل #حماس_مش_إرهاب لهو دليل صفاء ونقاء وعظيم هذا الشعب فرغم الاختلاف الداخلي فجميعنا واحد وصوتنا واحد، كما أن الكثير من أبناء حركة فتح خرج ورفض فكرة تصنيف حماس انها حركة ارهابية، وحقيقة هذه مواقف شجاعة مقدرة وتعبر عن نبض حقيقي واصيل في الجمهور الفتحاوي، إلا انه للأسف ليس موقفا رسميا.

ومع ذلك لم يخرج للأسف ناطق اعلامي او وزير رسمي او موظف في مكتب الرئيس ابو مازن فضلا ان يخرج عضو لجنة مركزية من تحديد موقف فتح الرسمي مما قاله ترامب. كما لفتني غياب موقف النائب محمد دحلان والذي يسعى للتقارب مع حماس، إلا انه متردد حتى اللحظة بإظهار موقف قد يفيد التقارب كثيرا.

أعتقد أن ترامب تحدث بما قاله لإرضاء الاحتلال الإسرائيلي وكمجاملة نتنياهو وحكومته واللوبي الصهيوني داخل واشنطن ليس إلا، ولهذا لن يتم بناء أي خطوات جديدة أو سياسات محددة من قبل الولايات المتحدة تجاه حركة حماس بعد إطلاق هذا التصنيف في قمة الرياض. فقد حاول ترامب الخلط ما بين القوى الموجودة في المنطقة، والتي ربما ينظر إليها على أنها تحدث إزعاجًا له.

ولا اتوافق مع من ربط هذا التصريح بإصدار الوثيقة او انه جاء بعيدا عن توقعات الحركة، فحماس لم تكن تنتظر ردًا إيجابيًا من واشنطن على الوثيقة التي أصدرتها، وهناك حالة إدراك أن الولايات المتحدة لن تقبل إلا بما قبلت به منظمة التحرير الفلسطينية حينما اعترفت بدولة إسرائيل، ولم تصدر حماس الوثيقة لتُرفع من قوائم الإرهاب الأمريكية، وإنما لتعبر عن نفسها وتوضح هويتها بمنطق يفهمه العالم، واعتقد أنها نجحت في ذلك، فروسيا تفهمت الوثيقة وهناك ردود إيجابية.

لهذا لا داعي من تضخيم تصريح ترامب بحق حماس، وانصح الحركة بعدم مواجهة الإدارة الأمريكية الجديدة، وتوجيه العداء فقط للاحتلال، مرجحًا أن ذلك من الممكن أن يُحدث اختراقات حقيقة لصالح الحركة. فحديث ترامب لن يضر حركة حماس ولن ينفع خصوم واعداء حماس، فهو مجرد تصريح لن يقدم أو يؤخر إلا إذا كانت له تداعيات على أرض الواقع لاحقًا، وهذا غير متوقع.

البث المباشر