أكدّ العقيد زكي الشريف نائب رئيس هيئة التوجيه السياسي بوزارة الداخلية في غزة، أن الاستراتيجية المقبلة للوزارة، ستقوم على تعزيز مبدأ المواطن أولًا؛ من خلال تفعيل المزيد من قنوات التواصل معه، داعياً من تورط في وحل التخابر مع الاحتلال الإسرائيلي إلى المسارعة والمبادرة بالعودة إلى حضن المجتمع الفلسطيني.
وقال الشريف في حديث خاص بـ"الرسالة نت"، إنّ الوزارة أكدّت على ضرورة تعزيز العلاقة مع المواطن، بما يحفظ كرامته، انطلاقًا من صموده وثباته واحتضانه لمشروع التحرر الوطني، رغم شراسة الحروب التي شنت عليه، فلا بد أن يكون موطن احتضان من الوزارة.
وأوضح أن من صميم عمل الوزارة ملف العمل المجتمعي، ومكلف به فريق متميز من الوزارة من ذوي الكفاءة واللباقة، ومهمتهم التعامل مع شرائح المجتمع والعوائل بشكل عام، وقد شرع القائمون على الملف بزيارة العوائل ووجدوا ترحابًا كبيرا منها.
وذكر أن الهدف من وراء هذا الملف هو التعبير عن الوزارة وانجازاتها، بصورة تليق مع حفظ هيبة منتسبي الوزارة في أماكنهم بالتوازي مع احترام وحفظ كرامة المواطن والعمل على خدمته والسهر على راحته، أي تحقيق التوازن بين هيبة رجل الامن والشرطة وكرامة المواطن. وأكدّ أن الوزارة بدأت بالتواصل بين مراكز الشرطة والعوائل المحيطة بها، وإجراء زيارات ودية لدواوين العوائل.
يشار أن هيئة التوجيه السياسي تسعى لتعزيز الجوانب "التعبوية والتربوية والتوعوية والفكرية" في المجتمع، عبر دوائرها المتخصصة في مجالات المجتمع والمرأة والطلبة، وتهتم بمنتسبي الوزارة أولا ثم النزلاء في مراكز التأهيل والإصلاح، ثم بقية مجالات المجتمع.
قضية التخابر
وفي غضون ذلك، عرّج الشريف على قضية "التخابر مع الاحتلال"، مؤكدًا أن الوزارة لا تزال تفتح باب التوبة للعملاء، وعليهم استثمار الموقف والرجوع الى أحضان شعبهم.
ودعا الشريف من تورط في وحل التخابر والعمالة، إلى اللجوء بمن يثق به من الشخصيات والرموز، "وله عهد منا بالستر وتخفيف الإجراءات بحقه الى أدنى درجة ممكنة".
وقال: "إي عميل مهما كانت درجة تورطه باب النجاة مفتوح امامه، وله الحرية باللجوء الى من يثق بهم من الشخصيات والرموز، وفي المحصلة لن ينجو عميل من يد العدالة في حال إصراره الاستمرار في طريقه، وستطاله كما طالت من قبله".
وخاطب عوائل المتخابرين بقوله إن "العائلات الشريفة الطاهرة التي ابتليت بأحد أفرادها في وحل الاحتلال، فمن باب العدل لا تزر وازرة وزر أخرى، كما وأنها قدمت الكثير من الشهداء والأسرى والجرحى، وإن طهارتكم نفثت خبث هذا العميل"، مستشهدًا بحديث نبوي يقول "الماء إذا بلغ قلتين فإنه لا يحمل الخبث".
وشرح الشريف إجراءات الوزارة في مواجهة "التخابر" وفي القلب منها العقيدة الأمنية التي توجه أداء الأجهزة الأمنية نحو حفظ امن القطاع.
وذكر أن الوزارة فتحت باب التوبة لمن عاد الى رشده وأراد الخروج من وحل التخابر، مشيرا الى ضرورة توعية الجمهور بأن الاحتلال سرعان ما يتخلى عن عملاءه الذين خدموه لسنوات طويلة، والدليل ما حصل مع قتلة فقها.
وأضاف الشريف أن الإسرائيلي لم يقدم أي طوق للنجاة لهؤلاء رغم قدرته على ذلك، كما أن من الضروري أن يتم توعية الناس امنيا بالتقنيات الحديثة والانترنت والفيسبوك وغيرها من المجالات التي يتسلل الاحتلال عبرها".
كما وأكدّ ضرورة توعية الأسر بمسؤولياتهم تجاه ابناءهم وبناتهم، والعمل على توجيههم وتعزيز الوعي الأمني والأخلاقي والديني لديهم.
ولفت الشريف أن الوزارة تتابع أحوال المسافرين عبر معبر ايرز، كي لا يتركوا فريسة للابتزاز الإسرائيلي. وأشار الى أن التربية الدينية هي أرقى أنواع التعبئة؛ لأن الوازع الديني يمثل صمام الأمان لأي انسان مسلم من الانحرافات السلوكية أو الفكرية او الوطنية او الأخلاقية.
تحديات أخرى
وفي سياق ذي صلة، نبه الشريف بأن هيئة التوجيه لديها ملفات متخصصة في مخاطبة الجمهور حول القضايا التوعوية والتربوية، فهناك دائرة المرأة التي تعنى بالمنتسبات للأجهزة الأمنية والنزيلات في مراكز الإصلاح والتأهيل والطالبات في المرحلتين الثانوية والاعدادية، إضافة لملف آخر يعنى الطلبة والذي يتخصص بمرحلتي الثانوية والاعدادية.
وذكر أن الوزارة خصصت فريقًا للتعامل مع ملف الطلبة، يضم متخصصين في مجالات الوعي الأمني والديني والأخلاقي والفكري، ويراعي خطورة المرحلة العمرية للطلبة المراهقين، وهي مرحلة عمرية حساسة.
وذكر أن التحديات التي تواجه المرحلة العمرية لطلبة الثانوي والاعدادي كبيرة، وفي مقدمتها الضخ الكبير لكميات الاترمال عبر الحدود، مشيرا الى ان الوزارة اعدمت كميات من الاترمال بما يعادل ـمليون ونصف دولار أمام مرأى طائفة من الناس.
وتتبع هيئة التوجيه لوزير الداخلية، وهي تعمل في المحافظات الخمسة، حيث يضم فريق كل محافظة 25 شخصًا، ليبلغ مجمل العاملين فيها حوالي 160 شخصًا من حملة الشهادات العليا الدكتوراة والماجستير والبكالوريوس، في المجالات الشرعية والسياسية والفكرية.
وأوضح الشريف أن الهيئة تستهدف في برامجها منتسبو الوزارة في الدائرة الأولى ثم النزلاء ثم فئات الطلبة وبقية افراد المجتمع. ونوه بأن من أولويات الهيئة معالجة الانحراف الفكري، وتعزيز الفكر الوسطي، مشيرا الى وجود برنامج يحمل اسم "القرآن الكريم" تمكن من تخريج دورات في القرآن تمهيدية وعليا وتأهيل سند ثم سند متصل، بما في ذلك من النزلاء في مراكز التأهيل والإصلاح.
وأشار الى ان الوزارة أصدرت للمرة الأولى وثيقة سميت بـ "العقيدة الأمنية" لرجل الأمن الفلسطيني، أشرف عليه نخبة من أهل الاختصاص والشرعيين والتاريخيين.
ولفت الشريف إلى أن الهيئة خرّجت 3 دورات تضم كل منها 70 فردًا من قادة الأجهزة الأمنية في المجال السياسي، بالتعاون مع جامعة الامة، ومنحت الخريجين دبلومًا في السياسة.