قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: شماتة... وفدعوس

شماتة... وفدعوس
شماتة... وفدعوس

بقلم: وسام عفيفة

يطرق كتاب وسياسيون فلسطينيون طبول الفدعوس ويرقصون على نغمات المزمار شماتة بمقاطعة قطر ومحاصرتها سعوديًا وإماراتيًا ومن يدور في فلكهما من دول المنطقة، حتى يكاد المواطن يظن أننا انتصرنا في معركة عزل دولة الاحتلال إقليميًا، وحبسناها في قفص الاتهام دوليًا، بل نجحنا في جرها إلى محكمة الجنايات الدولية لتجريمها بالإرهاب ضد شعبنا.

المكايدة السياسية تدفع بعضنا أن يتوعدنا بالويل والثبور وعظائم الأمور، ومنهم من حول قلمه إلى مكبر صوت، ووقف على أبواب غزة يصرخ فينا: "سلم نفسك .... المكان كله محاصر... ارم سلاحك... ما في فرصة أمامك للمقاومة".

الذاكرة القصيرة لهؤلاء تتناسى أن الفلسطيني لف كعب داير في المنافي العربية منذ رفع شعار الكفاح المسلح، وقد طرد من الأردن بعد "أحداث أيلول" وتدمير قواعد الفدائيين في جرش وعجلون في 1971، فانتقل إلى لبنان حيث طال الثورة الفلسطينية ما طالها، ثم الانسحاب عام 1982 إثر الاجتياح الإسرائيلي للبنان، والانتقال إلى تونس، واشتبكت المنظمة مع سوريا فغادرت بعض القيادات مضطرة، وبعد زيارة السادات "إسرائيل"، في 1977 أصبحت المنظمة غير مرحب بها في القاهرة... أمام كل هذه التجارب، كيف لفلسطيني أن يشمت بفلسطيني على وقع الصراعات العربية التي دفعنا ثمنها دائمًا.

الغريب أن من يزاود على قطر وأدوارها ومشاريعها، يتجاهل أنه جزء من محور إقليمي له مشاريعه في المنطقة وله في القضية الفلسطينية مآرب أخرى، بينما قطر لم "تخوزقنا" وتراكم نكساتنا منذ هزيمة 1967 التي نتفيأ ظلالها السوداء هذه الأيام.

هؤلاء المزايدون بينهم الأرزقي الذي يتلقى حسناته من الإمارات، وآخر قلمه أجير للسعودية، وثالث مندوب للأردن، وهذا إعلامي تابع للسلطات المصرية، وذاك يتزلف لإيران، وآخر مع فريق يعلب لصالح أمريكا، وهناك أصحاب بسطات سياسية أخرى في انتظار من يدفع، ينطبق عليهم جميعًا المثل الشعبي: "الجمل ما بيشوف عوجة رقبتو"، أصبحوا مع الكلاحة السياسية يرشقوا بيوت الناس بالحجارة رغم أن بيوتهم من زجاج.

من يرقصون على أزمات غزة وحصارها وينتظرون نتائج صفقة ترامب الكبرى ينطبق عليهم المثل الشعبي: "يا طالب الدبس من قفا النمس".

البث المباشر