حصار غزة يكبل يد العمل الخيري في شهر رمضان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة-محمد شاهين

بعد دخول سلطة رام الله بقيادة رئيسها محمود عباس إلى تحالف "حصار غزة" الذي تتزعمه حكومة الاحتلال "الاسرائيلي" منذ عام 2006، انضمت الجمعيات الخيرية في القطاع إلى دائرة الاستهداف والتكبيل كونها أداة تخفف من الحمل الثقيل الملقى على كاهل الفقراء الغزيين.

ومع دخول العشر الأواخر من رمضان عاش فقراء القطاع أياما عجافًا طيلة أيامه السابقة والتي تعتبر الأقسى منذ بدء أعوام الحصار الحادية عشرة، مما أثقل على كاهلهم وضاعف عليهم سوء الظروف الاقتصادية من أجل توفير الاحتياجات الأساسية لهم.

حالة من الصدمة تعيشها السيدة "أم محمد" بعد أن وجدت نفسها تتعايش مع ظروف اقتصادية صعبة لم تكن بحسبانها قبل مجيء شهر الخير الذي كانت تعول عليه في سد رمق أسرتها بمختلف احتياجاتها الأساسية، نظراً لحالة الفقر المدقع التي تعيشها العائلة المكونة من 6 أفراد ويكبرهم أب متعطل عن العمل.

ولم تكن تتوقع السيدة التي تقطن بيت من الصفيح أن تنخفض كمية المساعدات الرمضانية لعائلتها لهذه الدرجة، بحيث لم يكن ينقطع يوم من رمضان دون أن يطرق بابها فاعل خير، إلا أن هذا الشهر تقلصت نسبة المساعدات إلى أكثر من النصف-حد قولها-.

وتخشى "أم محمد" ألا تجد نقودا لشراء ملابس العيد لأطفالها الثلاثة بعد شح الصداقات المالية العائدة عليها طيلة الشهر والتي بالكاد كانت تكفي لشراء الطعام لعائلتها، إلا أنها توضح "للرسالة" بأن حبل الأمل لا يزال متصلا بالله وصدقات الفطر التي تأتي في الأيام الأخيرة من رمضان.

ويبين تاجر المعادن أبو رامي لولو "للرسالة" أن هذا العام الأصعب على مهنته وتجارته ما جعله يقلص نسبة الصدقات التي يتبرع بها خلال شهر رمضان للفقراء إلى أكثر من الثلثين، ومعظم الذين طرقوا بيته ردهم بمبالغ مالية زهيدة لم يعتادوا عليها ولا تسد رمقهم، نظراً لحالة الكساد التي تعيشها تجارته.

ولم يقتصر تعطيل عجلة العمل الخيري بفعل حصار غزة على الفقراء فقط، بل امتد ليشمل معظم تجار المواد التموينية والبقوليات الذين يتخذوا من شهر رمضان فرصة لسداد ديونهم وخلق السيولة المالية الازمة لبقاء تجارتهم.

حالة من الإحباط تتربع على قلب التاجر محمود خليل، بعد أن عاشت تجارته حالة كساد غير متوقعة خلال شهر رمضان الجاري، حيث جرت العادة بأن تقوم عدد من الجمعيات الخيرية وفاعلي الخير بشراء كميات كبيرة من المواد الغذائية منه وتوزيعها على الفقراء.

يقول الأربعيني للرسالة " تعيش تجارتي حالة كساد الأكبر منذ أن خضت فيها بفعل الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة، كنت أعول على أن تقوم الجمعيات الخيرية بشراء كميات كبيرة من البضائع التي أقتنيها كما يحدث كل عام، إلا أنني لم أبع نصف ما كنت أتوقعه قبل مجيء رمضان.

ويخشى التاجر أن يؤول به الحال إلا الانكسار وإغلاق مصدر رزقه، موضحاً بأن حاله ينطبق على معظم التجار الذين يعرفهم ويتعامل معهم.

ويؤكد ماجد أبو مراد عضو مجلس الإدارة في الجمعية الإسلامية، بأن شهر رمضان الحالي يأتي بظروف إنسانية صعبة على سكان قطاع غزة بفعل إجراءات الاحتلال وسلطة رام الله التي تهدف إلى تضيق الخناق وزيادة حدة الحصار الممتد منذ 11 عاماً.

ويوضح أبو مراد، أن اجراءات السلطة الأخيرة انعكست بالسلب على عمل الجمعيات الخيرية، بعد أن سعت إلى إغلاق عدد منها وتقليص عملها ووقف تدفق الأموال إليها، ما جعلها تقلص كمية المساعدات الإنسانية المقدمة إلى الفقراء.

ورغم عدم توافر احصائيات رسمية إلا أن أبو مراد يؤكد بأن كمية المساعدات المقدمة من الجمعيات الخيرية إلى الفقراء انخفضت إلى ما يزيد عن 40%، ما ضاعف المعاناة على كاهلهم وأجبرهم على العيش بظروف اقتصادية لا تطاق.

وطالب أبو مراد سلطة رام الله بأن ترفع يدها الثقيلة عن الجمعيات الخيرية التي تكبل يد العمل الخيري في قطاع غزة والذي لا يقدم إلا للفقراء والمحتاجين الذين يعيشون أياماً صعبة بفعل الحصار.

البث المباشر