قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: لن نموت بلا ثمن

مصطفى الصواف
مصطفى الصواف

مصطفى الصواف

أربعة أطفال من المرضى يموتون والسبب هو قرار محمود عباس بوقف التحويلات المرضية للعلاج في الخارج، هؤلاء الاطفال توفوا فقط في الايام القليلة الماضية والعدد مرشح للزيادة وفق مصادر طبية في قطاع غزة نتيجة حاجة العشرات من المرضى للخروج من قطاع غزة لتلقي العلاج في الخارج.

الحصار المفروض من الاحتلال ومن السلطة ومن مصر على قطاع غزة هو السبب الرئيس لهذا الموت المجنون لهؤلاء الاطفال ولغيرهم من المرضى، هذا الثالوث النكد هو المسئول عن هذا الموت والمتسبب به، قد نفهم هدف الاحتلال والذي يتمنى أن يلف الموت كل فلسطيني لأنه لا يؤمن إلا بالفلسطيني الميت، لأن بموته يضمن البقاء في بيته وعلى أرضه وهذا قمة ما يسعى إليه الاحتلال.

إذا كان هذا هو موقف الاحتلال، فلماذا السلطة بزعامة محمود عباس ترغب في هذا الموت لقطاع غزة؟ وهل قتل الأطفال المرضى بلا رحمة هو عقاب لحماس كما يزعم محمود عباس؟ وهل موت المرضى سيحقق لمحمود عباس ما يسعى اليه من جرائمه المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني في قطاع غزة ويؤدي إلى ثورة الناس في وجه حماس وهرولتها اليه طالبة النجدة وهي تؤمن أن عباس يحاصرها منذ عشر سنوات بلا رحمة ولا انسانية ولا ضمير، الارهابي رابين تمنى أن يبتلع البحر قطاع غزة وشيطان عباس يوحي له بحرق قطاع غزة، الاحتلال اعتبر قطاع غزة اقليما معاديا، وعباس يفكر باعتبار قطاع غزة إقليما متمردا، ما الفرق إذن بين الاحتلال ومحمود عباس؟

ومصر أيضا التي اشبعتنا (بالجوز الفارغ ) وبالإعلام والكلام المعسول سواء في لقاءاتها مع المسئولين الفلسطينيين في قطاع غزة، أو من خلال التصريحات المختلفة أنها ستعمل على رفع الحصار أو تخفيفه من خلال فتح المعبر لكنها تسوق تبريرات وحجج غير مقنعة لإغلاق المعبر، تارة بالوضع الأمني في سيناء، وأخرى في عمليات التوسعة داخل المعبر، وثالثة بالسلطة والاتفاقيات الموقعة مع الاحتلال، وكثيرة تلك الحجج التي لا تقنع أحدا والنتيجة هذا الموت الذي يتعرض له أطفال غزة نتيجة المرض إضافة إلى الموت المعنوي الذي يتعرض له سكان القطاع نتيجة الحصار والمنع المستمر والتضييق.

قد لا تكون مصر سببا مباشرا في هذا الموت الحقيقي والمعنوي؛ ولكنها بشكل أو بآخر تمارس دورا نتيجته الموت المباشر وغير المباشر، فهؤلاء المرضى الممنوعين من قبل الاحتلال ومن قبل عباس نتيجة رفضه تحويلهم للخارج كعقاب للشعب الفلسطيني في قطاع غزة لعدم ثورته في وجه حماس، كونهم يؤمنون بأن حماس لا ذنب لها وأن المسئولية الكاملة تقع على من يسرق اموال الشعب ويستحوذ على السلطة ويمارس أبشع انواع الدكتاتورية والظلم.

فلو فتحت مصر معبر رفح بشكل يسمح لهؤلاء المرضى بالانتقال للخارج دون أن تتكلف مصر بمليم واحد سواء في نقلهم أو اقامتهم أو علاجهم لربما تداركنا الموقف وكان بالإمكان وقف هذا الموت المؤلم، وكان بالإمكان إنقاذ هذه الارواح البريئة والتي لا ذنب لها في أن تُقتل بهذه الطريقة البشعة المجردة من كل رحمة وإنسانية.

لذلك نتوجه بالنداء إلى مصر كي تقوم بدورها في هذا الأمر لأن محمود عباس لن يتحول من قاتل الى رجل رحيم ولن يغير من مواقفه، والاحتلال مثله لن يكون ملكا أكثر من الملك بل هو لا يريد إلا الموت للفلسطيني، أما مصر ومن منطلق العلاقات التاريخية والجغرافية ومن منطلق المصلحة يمكن أن تلعب دور المنقذ للحالة المأساوية التي عليها قطاع غزة وتقوم بفتح المعبر والسماح بخروج المرضى والمحتاجين للسفر والعمل على إدخال ما يحتاجه قطاع غزة وتساهم في اعادة الحياة لمن ينتظر الموت في كل لحظة.

هذه الجرائم وهذا الموت الذي يصيب الاطفال والمرضى لعنة ستطارد كل المحاصرين بشكل مباشر أو غير مباشر لقطاع غزة وعواقبه ستكون وخيمة على المحاصرين، لأنه لم يعد هناك خيار بين من يموت بسبب الحصار أو من يموت دفاعا عن الحياة، إلا أن يختار الموت دفاعا عن الحياة، ولن ينتظر الموت بل سيذهب اليه ليموت ولكن بعد أن يدفع المحاصر له الثمن قبل موته.

البث المباشر