غزة-أحمد الكومي
أكد خليل عساف، رئيس تجمع الشخصيات المستقلة في الضفة المحتلة، وعضو لجنة "الحريات العامة"، وجود استياء من حالات اعتداء كثيرة على الحريات بالضفة.
وقال عساف، في حديث صحافي مع "الرسالة" إن "البعض" في الضفة يتعمّد قتل الحريات وتضييقها، معتبرا أن مشاريع القرارات بقانون التي تصدر عن رئيس السلطة محمود عباس، تسبب في الحد من الحريات هناك.
وذكر من الحالات، إغلاق المواقع الإخبارية، والاعتقالات على ذمة المحافظ، وعدم احترام قرارات المحاكم بإطلاق سراح المعتقلين الذين تصدر بحقهم أوامر قضائية، مؤكدا أنها في ازدياد.
وأضاف: "لست قادرا على فهم هذه الحالة في الضفة، وماذا تخدم (...) هي بالتأكيد بحاجة إلى تكاتف ومشاركة ما بين المسؤول والمواطن".
واستدرك قائلا: "سبب هذا الحالة، جريمة شارك فيها الكل، وهي الانقسام الفلسطيني، الذي يجب أن ينتهي، وإذا ما انتهى فإن قضيتنا ستدخل في وضع بمنتهى الخطر".
معركة خاسرة
وفي الأثناء، انتقد عساف اعتقال جهاز الأمن الوقائي، التابع للسلطة، الصحفي جهاد بركات، مراسل قناة فلسطين اليوم، على حاجز قرب مدينة طولكرم، شمال الضفة.
- لا يوجد ما يمنع أي صحافي من تصوير أي موكب سواء للرئيس أو رئيس حكومته
وشدد عضو لجنة "الحريات" بالضفة، على أن اعتقال بركات بأنه غير قانوني ومرفوض، قائلا: "لا يوجد ما يمنع أي صحافي من تصوير أي موكب سواء للرئيس أو رئيس حكومته".
يذكر أن اعتقال بركات جاء على خلفية تصويره موكب رئيس الحكومة رامي الحمد الله، خلال خضوعه للتفتيش على حاجز عسكري للاحتلال، قرب طولكرم.
كما انتقد عساف تصريح المتحدث باسم حكومة الحمد الله، طارق رشماوي، حول اعتقال بركات، حين أعلن أن "الأجهزة الأمنية أوقفت بركات نتيجة تجاوزهما القانون، وقيامهما بتصوير موكب رئيس الوزراء الفلسطيني بالقرب من مدينة طولكرم بشكل غير قانوني"، معتبرا التصريح "مخالفا للقانون".
وخاطب عسّاف حكومة الحمد الله قائلا: "من يحارب الصحافي الفلسطيني فهو خاسر"، مضيفا: "الصحفي لا يحارب؛ لأنه يقوم بدور مهم كثيرا في تغطية جرائم الاحتلال، وملقى عليه مهام كثيرة، ومطلوب أن يبقى في الميدان، وفي كل مكان".
وذكر أن التقاط الصورة التي تفضح الاحتلال ومستوطنيه، من ضمن مهام الصحفي الفلسطيني، التي "تظهر حق شعبنا، وتنتصر له".
- مشاريع القرارات بقانون التي تصدر عن عباس تسبب في الحد من الحريات
وأشار إلى وجود حالة "سخط واستياء" من اعتقال الصحفي بركات، "خاصة أنه معروف في الوسط الصحفي، ومن أصحاب الآراء الوحدوية، وذو حسّ وطني"، وفق تعبيره.
يذكر أن النيابة العامة في الضفة وجّهت إلى بركات تهمة "التواجد في ظروف مشبوهة"، وفق المحامي أنس البرغوثي.
وقد نظّم صحفيون فلسطينيون وقفة تضامنية مع زميلهم بركات في رام الله، أمس الأول السبت، مطالبين السلطة الفلسطينية بـ "توفير الحماية لهم، ورفع سقف الحريات"، حتى أفرج عنه أمس الأحد.
قطع أعناق
وفي موضوع متصل، استهجن رئيس تجمع الشخصيات المستقلة بالضفة، قرار حكومة الحمد الله إحالة موظفي السلطة في قطاع غزة إلى التقاعد المبكر.
وقد علمت "الرسالة" من مصدر حكومي في رام الله أنها تنوي إحالة خمسة آلاف موظف بغزة إلى التقاعد؛ ليصل إجمالي المتقاعدين خلال شهرين، إلى 11 ألف موظف!
ويقدر عدد موظفي السلطة بحوالي 160 ألف موظف عسكري ومدني، يشكل موظفو قطاع غزة حوالي 40% منهم.
- لن تكون هناك حالة مريحة في قادم الأيام، على ضوء قرار التقاعد المبّكر
ووصف عسّاف قانون التقاعد الجديد بأنه "قرار بقطع أعناق وأرزاق كثير من الأسر الفلسطينية، التي تعتمد على هذه الوظيفة"، وقال: "لن تكون هناك حالة مريحة في قادم الأيام، على ضوء هذا الإجراء"، على حد تعبيره.
وللوقوف ضد القرار، حثّ عسّاف على ضرورة التوجّه إلى المحاكم الفلسطينية، قبل أن يقول "إنه للأسف أصبح قرارا بقانون".
لكنه طالب الفصائل والقوى السياسية بأهمية الوقوف أمام ما وصفها بأنها "تعديات على الحق في الحياة، الوظيفة، والمعاش، وحق تربية الأبناء في ظل ظروف كريمة".
ولفت إلى غياب أي حراك تنظيمي في الضفة، "إنما هناك سكوت أشبه بأنه قتل بكاتم صوت"، وفق وصفه، كما أشار إلى ضعف دور المنظمات الحقوقية هناك.
وقال: "من يكتم صوته من الفصائل في هذه الظروف، يعتبر شريكا موافقا على ما يجري، أكثر ممن قام بهذا الأمر".
وحذّر عسّاف مما وصفها بـ "حالة غضب وقهر عند الناس، وارتداد عن المسائل الوطنية"، مستدركا: "هذا أمر خطورته كبيرة على الكل الوطني".