مقال: مَن المستفيد من حالات القتل والفلتان الأمني في الضفة والداخل المحتل؟

بقلم: ماهر سامي الحلبي

 

محاولات بائسة من قِبل الاحتلال الصهيوني وزُعران السلطة الخارجين عن القانون لحرف البوصلة وافتعال المشاكل المجتمعية في الداخل الفلسطيني المُحتل وفي مدن الضفة الغربية وعلى وجه الخصوص مدينة الخليل، للإشغال وإبعاد المواطنين عن العمل المقاوم للاحتلال، وجعل المشاكل العائلية هي التي تطفو على السطح وتتصدر المشهد.

حيث تشهد مناطق الداخل ارتفاعاً ملحوظاً في معدل الجريمة، إذ بلغت حصيلة ضحايا القتل منذ بداية عام 2023م نحو 150فلسطينياً، ما يُدلل على أن الاحتلال الصهيوني يعمل على تعزيز الجريمة، وينشر بذور الفتنة في مختلف أنحاء المجتمع الفلسطيني بالداخل المحتل، لإشغالهم بقضاياهم ومشاكلهم الداخلية، وبالتالي يُشتت تركيزهم عن القضايا الوطنية الكبرى الهامة.

 ولم يتوقف الاحتلال عند الداخل المُحتل فقط، بل عَمل عبر أدواته في السلطة إلى جر  مدن الضفة لدوامة الفلتان الأمني والاقتتال الداخلي، لخلق حالة من الفوضى تعم المدن وتشغل الرأي العام عن ممارسات السلطة في ملاحقة المواطنين واعتقالهم واغتيالهم إلى جانب ذلك اختلاق المشاكل العائلية والعمل على تأجيجها بين المواطنين واشغالهم بأنفسهم ومشاكلهم وجعل المدن رخوة لا تتحمل أعباء العمل المقاوم ضد العدو الصهيوني، وبذلك يكون الاحتلال قد نجح في أحداث الداخل المُحتل ومدن الضفة الغربية.

ومن هنا يتضح أن الاحتلال والسلطة يعملان لهدف واحد، يتمثل في افتعال أزمة داخلية بين الفلسطينيين سواء في الداخل أو في الضفة؛ لحرف الأنظار عما يحدث في القدس والمسجد الأقصى، وكذلك العمل على إخماد حالة الغليان في الضفة وكبح جماح العمل المقاوم ضد العدو الصهيوني.

وإذا ما ركزنا على الأفعال الإجرامية للسلطة وأجهزتها الأمنية في مدينة الخليل ولا سيما في الأيام الأخيرة، نُلاحظ أنها أطلقت النار على المحامي عبد الكريم فراح عضو مجلس بلدي في مدينة الخليل في محاولة منها لاغتياله، وذلك عقب كشفه ملفات فسادهم، كما أطلقت النار تجاه سيارة الدكتورة أسماء الشرباتي نائب رئيس بلدية الخليل، وافتعلت مشاكل عائلية وقامت باعتقال وتعرية وتصوير شباب من عائلات كبيرة وازنة في المدينة للإساءة لتلك العائلات والعمل على تشويهها. كل ذلك ما كان ليحدث إلا بعد أن دخلت المدينة على طريق المقاومة وأصبحت تُثخن في العدو الصهيوني، فأردت السلطة حرف البوصلة وتنفيذ الأجندة الصهيونية.

ولم يقتصر الأمر عند هذا الحد، بل عملت السلطة على اعتقال العديد من الأسرى المحررين والمقاومين في مدن الضفة، وسلمت المقاوم خالد طبيله  للاحتــلال، وكذلك شنت حملة تشويه مدفوعة ضد المقاومين في جنين ونابلس وغيرها من المدن الفلسطينية.

كل تلك الأعمال، وحالة الفوضى والفلتان كان المستفيد الأول منها؛ هو العدو الصهيوني، لذلك؛ لا بد من يقظة في مدن الداخل الفلسطيني المُحتل لما يحدث والتركيز على القضايا الوطنية الهامة، وعدم الانشغال عنها في قضايا تضر وتحرف مسار الصراع، وعلى السلطة أن تتوقف عن أعمالها القذرة التي تخدم الاحتلال، وتعود إلى خيار شعبها المُتمثل في المقاومة حتى التحرير.

البث المباشر