قائد الطوفان قائد الطوفان

رحلة صحراوية لابن سلمان وابن زايد تغير التحالفات

لندن-الرسالة نت

كشفت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية عن رحلة تخييم خليجية بين ولي عهد الإمارات محمد بن زايد، ونظيره السعودي محمد بن سلمان، التي كانت أساسا للتحالف بين الشخصين، وعلى إثرها اتخذت السعودية عدة مسارات استراتيجية على مستوى السياسات الخارجية.

وقالت الصحيفة إن ابن سلمان وابن زايد بالكاد كانا يعرفان بعضهما البعض، إلى أن ترافقا في تلك الرحلة بصحراء السعودية، رافقتهما فيها صقور مدرّبة وحاشية صغيرة.

وأشارت إلى أن الرحلة -التي تمت قبل عام ونصف- تعد نقطة تحول في الصداقة بين الأميرين، وذلك بحسب أشخاص مطلعين على الرحلة.

وتلفت الصحيفة إلى أن سياسة الرياض صاحبة النفط، وذات التوجهات المحافظة، تتوافق مع الجارة الصغيرة المتحررة والمتنوعة اقتصادية.

وتقول الصحيفة إن خطوات السعودية "لكبح التشدد الديني" في الداخل وعداءهم للحركات الإسلامية في الخارج هو أمر لطالما دعمته الإمارات.

وبينت أن الرياض تتبنى سياسة خارجية أكثر عدوانية، آخرها كانت الجهود مع الإمارات لفرض حصار على قطر. ودعمت الدوحة الجماعات الإسلامية، مثل الإخوان المسلمين في مصر وحركة حماس في قطاع غزة، وحافظت على ارتباطات بمجموعات إسلامية، الأمر الذي كانت ترفضه الإمارات.

ونقلت الصحيفة عن المستشار السابق لحكومة قطر وخبير شؤون الخليج في كلية كينغز كوليدج بلندن، أندرياس كريغ، قوله عن أزمة الحصار: "لقد خلق محمد بن سلمان ومحمد بن زايد هذا الوضع".

وأضاف كريغ أنه حتى وقت قريب كانت علاقة ابن سلمان على ما يرام مع أمير قطر. وأضاف: "لكن لأن قطر والإمارات مختلفتان عن بعضهما البعض بـ180 درجة، كان على السعودية أن تتَّخذ خيارها".

وتشير الصحيفة إلى وجود انقسام في القيادة السعودية حول التعامل مع قطر، لكن مسؤولين أكدوا أن القرار بشأن قطر اتخذ على نحو مشترك بين الرياض وأبوظبي.

وبينت أن إدارة ترامب اتخذت خطا متشددا ضد إيران، ورحبت في الوقت ذاته بعلاقات أوثق بين السعودية والإمارات ضد خصمهم المشترك.

وبينت أن الموقف السعودي الإماراتي الأكثر عدوانية يشكل تحديات بالنسبة لواشنطن. حيث تقود إدارة ترامب جهودا لتسوية خلافهما مع قطر، التي تستضيف أكبر قاعدة عسكرية أمريكية في الشرق الأوسط.

وتنقل الصحيفة عن أشخاص مقربين من القيادة الإماراتية أن أبو ظبي ترى وجود دولة سعودية مستقرة ومُعتدلة أولوية عليا للأمن القومي.

وتحظى السعودية ومصر بتأثير على العالم الإسلامي يتجاوز حدود الدولتين.

ووفقاً لما ذكره مقربون من القيادة، فإن القيادة الإماراتية ترى في ولي العهد الجديد "أفضل رهان لمنع زعزعة الاستقرار" في السعودية.

وتلفت الصحيفة إلى مساعدة محمد بن زايد في تنظيم زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى السعودية في شهر مايو/ أيار الماضي، ولعب هو وبعض كبار المسؤولين الإماراتيين دورا رئيسيا في الضغط على الإدارة الأمريكية الجديدة لمصلحة ابن سلمان.

وقال أحد المقربين من أبوظبي: "يرى ابن زايد في ابن سلمان شخصا معاصرا يفهم أهمية السعودية في العالم".

وقال أشخاص مقربون من قيادة كلا البلدين إن الرياض طلبت توجيهات من أبوظبي حول قضايا تتعلق بكيفية تطوير صناعات عسكرية محلية؛ لإصلاح صندوق الثروة السيادي الخاص بها.

وتنقل الصحيفة عن داني سيبرايت، المسؤول السابق في وزارة الدفاع الأمريكية ورئيس مجلس الأعمال الإماراتي - الأمريكي، أن العلاقات بين ابن سلمان ومحمد بن زايد تعد "ديناميكية جديدة تعيد تشكيل المنطقة تشكيلا حقيقيا، ليس في الوقت الحاضر فحسب، بل في المستقبل كذلك".

المصدر: عربي21

البث المباشر