فرض إجراءات جديدة على "إيرز".. أزمة جديدة تضاف لغزة

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية

غزة- نور الدين صالح

أعلنت سلطات الاحتلال (الإسرائيلي) عن فرض سلسلة من الإجراءات الجديدة، على الفلسطينيين القادمين من قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون "إيرز"، والتي وصلت إلى منع اصطحاب الأغراض الخاصة بالمسافرين.

وكشفت منظمة "غيشا" اليسارية الإسرائيلية، عن طبيعة تلك الإجراءات، والتي تتمثل بعدم مقدرة الفلسطينيين القادمين من غزة عبر "إيرز" على حمل بعض الأجهزة الالكترونية بما فيها الحواسيب الشخصية المحمولة.

كما تضمنت أيضاً بحسب المنظمة وهي (غير حكومية تعنى بحرية التنقل)، منع المسافرين من اصطحاب بعض الأجهزة الإلكترونية مثل ماكينات الحلاقة على الفلسطينيين الذي يدخلون إلى الأراضي المحتلة عبر معبر إيرز، أو يغادرون إلى الأردن عبر معبر "اللنبي" (جسر الملك حسين)، حيث شمل القرار حظر الأطعمة ومواد التنظيف، واستثنى منه أجهزة الهاتف المحمول.

وتؤكد المنظمة أن هذه القيود الجديدة لا تنطبق إلا على الفلسطينيين، بمن فيهم موظفي المنظمات الدولية الذين يحتاجون إلى أجهزة الحاسوب المحمولة الخاصة بهم للعمل.

وتأتي هذه الإجراءات ضمن سياسة التضييق "الممنهجة" التي يتبعها الاحتلال ضد الفلسطينيين، وسكان قطاع غزة تحديداً، في محاولته لعرقلة تنقلهم من وإلى قطاع غزة.

يُفاقم الأزمة

بدوره، أدان المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، إجراءات الاحتلال الجديدة على المعبر والمتعلقة بتقييد حركة وتنقل الفلسطينيين.

ويرى الباحث القانوني في المرصد محمد صيام، أن هذه الإجراءات تفاقم الأزمة الإنسانية التي تعصف بقطاع غزة منذ أكثر من عشر سنوات، مؤكداً أنها "مخالفة للقانون الدولي والعالمي الذي ينص على حرية التنقل".

وقال صيام في حديث "للرسالة"، إن إضافة مثل هذه الشروط، يأتي في إطار التنغيص على المواطن الفلسطيني في قطاع غزة، وهي "أزمة جديدة تضاف إلى سلسلة الأزمات التي يمر بها القطاع".

وشدد على أن هذه الإجراءات "غير مبررة" لاسيما أنها تعمل على تقييد حرية التنقل التي كفلها القانون الدولي الإنسان والمواثيق الدولية".

إجراءات عقابية

من جهته، أكد المختص في الشأن الإسرائيلي فريد قديح، أن الاحتلال لا يتوانى بأي إجراءات من شأنها تضييق الخناق على قطاع غزة.

ويرى قديح خلال حديثه مع "الرسالة"، أن الإجراءات العقابية التي اتخذها الاحتلال على معبر "إيرز" تأتي في سياق تضييق الخناق على الشعب الفلسطيني وخاصة قطاع غزة، من خلال تقييد حركتهم وامتلاك حاجاتهم الخاصة خلال السفر.

وأشار إلى أن الاحتلال يسعى لإحكام قبضته على قطاع غزة، من خلال المعابر الحدودية معها، وخاصة معبر بيت حانون، والذي يعتبر أهم ممر لتنقلهم إلى داخل الضفة الغربية ومدن الداخل المحتل، لاسيما المرضى والتجار منهم.

يشار إلى أن عدد الفلسطينيين الذين غادروا قطاع غزة عبر معبر "بيت حانون" (إيريز) انخفض بنسبة 55 في المائة خلال النصف الأول من العام الجاري (2017)، حيث بلغ المعدل الشهري نحو 6 آلاف شخص، مقارنة مع ذات الفترة من العام الماضي (2016)، بأكثر من 14 ألف شخص، بحسب منظمة "غيشا".

وتفرض إسرائيل على قطاع غزة حصارا مشددا منذ 11 سنة؛ حيث تغلق كافة المعابر والمنافذ الحدودية التي تصل غزة بالعالم الخارجي عبر مصر أو الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948، باستثناء فتحها بشكل جزئي لدخول بعض البضائع والمسافرين.

البث المباشر