اضطرت أزمات قطاع غزة المتلاحقة وقضية الأسرى الصليب الأحمر للتحرك بزيارة هي الأولى لرئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة يحيى السنوار.
الزيارة جاءت ضمن طبيعة عمل الصليب ومهامه التقليدية في أماكن النزاع وتواجد الأسرى. اللقاء الذي سبقه عدة لقاءات للسنوار مع ممثلي أجانب من ضمنهم مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط، نيكولاي ملادينوف، وبعض السفراء نقلت السنوار من مجرد أسير ينقل معاناة زملائه إلى رجل يقود حركة حماس في القطاع.
سهير زقوت المتحدثة باسم الصليب الأحمر بغزة، قالت في تصريح خاص "بالرسالة "، "إن بيتر ماورير خرج من اللقاء الثنائي الذي جمعه بيحيي السنوار رئيس حركة حماس في قطاع غزة، وكشف أن المحادثة كانت جيدة ومثمرة".
ونقلت زقوت عن رئيس الصليب الأحمر، قوله:" إن اللقاء ناقش الأوضاع الإنسانية الصعبة في قطاع غزة، جدد خلاله على بذل اللجنة ما بوسعها لتقديم المساعدات الإنسانية، والوقوف بجانب المدنيين في قطاع غزة.
وأوضحت المتحدثة باسم الصليب الأحمر، أن بيتر ماورير لم يكشف عن تفاصيل الحوار الثنائي كافة، إلا أنه أكد أن احترام القانون الدولي الإنساني كان على طاولة النقاش.
"الرسالة" رصدت 4 أبرز دلالات للقاء:
- يستخدم الاحتلال كل الأدوات المتاحة لتشكيل حالة ضغط للإفراج عن الأسرى لدى المقاومة، من ضمنها الضغط من خلال الجانب الإنساني ومحاولة المقارنة بين الأسرى لدى الجانبين.
- يحاول الاحتلال استغلال الزيارة لتحريك قضية الأسرى إعلاميًا خاصة بعد اتهام نتنياهو بإهمال الملف من قبل عائلات الأسرى المفقودين، علاوة على استقالة مسؤول الملف في جيش الاحتلال "ليؤ لوتان" بسبب إصرار رئيس الوزراء على موقفه المتصلب اتجاه إتمام صفقة تبادل أسرى مع حركة حماس.
- اللقاء الثلاثي الذي جمع ممثل الصليب برئيس السلطة محمود عباس عقب اجتماعه بالسنوار وسيتلوه لقاءات مع قادة لدى الاحتلال يظهر أن أي حلول لحلحلة أوضاع القطاع الإنسانية لم تعد تصطدم بالاحتلال فحسب بل هي باتت تصطدم بالسلطة التي ما زالت تستحدث إجراءات للتضيق على السكان.
- من الضروري وضع اللقاء في سياقه وعدم المبالغة في سقف التوقعات خاصة وأن اللقاء الذي جرى هو طبيعي ويندرج تحت مهام المنظمة الإنسانية وقد يكون له تداعيات إنسانية فحسب، خاصة وأن الصليب لا يعد منظمة سياسية بالأساس.
الكاتب والمحلل السياسي حسام الدجني وافق ذلك ورأى أن الصليب الأحمر يمارس دوره الإنساني ولقائه برئيس حماس في غزة للاطلاع على حجم الأزمة الإنسانية ومحاولة من الرجل لجلب معلومة حول صحة الجنود لدى حماس وهو ما رفضته وسترفضه الحركة طالما لم تدفع إسرائيل الثمن.
وكان ممثل الصليب قد عبر عن تفهمه لحالة الإحباط الناتجة عن الخلاف الفلسطيني مثل الكهرباء وما لها من انعكاسات على نواحي الحياة ، مؤكدًا أن هناك قضية معقدة يصعب التعامل معها بين مزيج من الطارئ الذي يحتاج إلى تدخل عاجل والمزمن الذي نتج عن الطوارئ المتراكمة تحتاج إلى رؤية بعيدة الأمل.
ووعد رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر أنه سيظل يلفت انتباه السياسيين وصانعي القرار في جميع الأطراف إلى أهمية وخطورة الوضع القائم في غزة للبحث عن حل سياسي للقضية وتخفيف المعاناة عن المواطن، مشيرًا إلى أن القضية ليست قضية احتياجات إنسانية لكنها قضية قانون وكرامة وحقوق إنسان واحتلال طويل الأمد وانتهاك القانون الدولي.
فيما كشفت صحيفة "يسرائيل هيوم" العربية أن رئيس اللجنة الدولية للصليب الأحمر "بيتر ماورير"، قد طلب خلال لقائه السنوار، السماح له بزيارة الجنود الإسرائيليين المفقودين في غزة ولكن الأخير رفض ذلك.
وبحسب الصحيفة فإن حماس ردت على طلب "ماورير" بأن الحكومة الإسرائيلية تعرف جيدًا الثمن الذي يجب أن تدفعه من أجل الحصول على معلومة عن الجنود المفقودين في غزة.