قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: عواصم وتواريخ

وسام عفيفة

تحمل أسماء العواصم العربية دلالات استثنائية في وعي المواطن الفلسطيني، كما تطغى التواريخ السياسية على جولات الحروب ومحطات الانقسام والمصالحة.

في استعراض لسيرة بعض العواصم العربية يتضح أن شهرتها مرتبطة بتوثيق وتأريخ جولات حوار المصالحة التي يمكن أن تؤدي إلى الوصول لنهاية مناسبة في اتفاقياتها المتعددة ومنها: مكة في 2007، وصنعاء في 2008، والقاهرة في 2011، والدوحة في 2012، والقاهرة مرة أخرى في 2012، وبمخيم الشاطئ للاجئين في 2014، وها هي القاهرة تتصدر المشهد مجددا بعدما عادت المصالحة لها في الموسم الجديد 2017.

مسكينة الذاكرة الفلسطينية لم تعد قادرة على استيعاب أسماء عواصم المصالحة ولا تواريخ المبادرات، لهذا تضطر لحذف ما سبق لتحديث البيانات الوطنية، فيبدو الأمر وكأن جهود المصالحة بدأت فقط في القاهرة 2017 وأن استحقاقاتها السياسية والوطنية والحكومية وليدة الزيارة الأخيرة أو جهود آخر ساعة، وكأن اللجنة الإدارية التي حلتها حماس سبب الانقسام منذ 2007، وأزمة الموظفين في غزة هي التي عطلت اتفاق مكة وصنعاء 2007-2008، ومعضلة تولي حكومة الحمد لله إدارة غزة أخرت تطبيق اتفاق القاهرة 2011.

في هذه الاثناء تعلو أصوات تحدي للمطالبة بإجراء الانتخابات "للتهويش" لكن معطيات الحاضر والمستقبل تخبرنا أن الجيل الحالي عاش تجربة ديموقراطية فلسطينية تحت الاحتلال تمثلت في انتخابات 2006 شاركت فيها معظم الفصائل والقوى الحية، وقد تم ترويض الديموقراطية لاحقا، بينما جرى ترحيل الانتخابات ونتائجها إلى غياهب التاريخ وبقي منها الانقسام، ربما الجيل القادم يستفيد من هذه التجربة ويتمكن من تنظيم انتخابات ديموقراطية مستقبلا بعيدا عن حراب الاحتلال... هذا والله أعلى وأعلم. 

البث المباشر