قائد الطوفان قائد الطوفان

مقال: الجن السياسي

بقلم/ وسام عفيفه

 

يحتار المواطن الفلسطيني من السلوك السياسي لبعض القادة والمسئولين حتى أصبح لا يستطيع استيعاب الازدواجية أو الاختلاف بين التصريحات والسلوك، خصوصا عندما يتعلق الأمر بمعمعة المصالحة... كما يشعر المواطن أن المسئول ركّبه المرجيحة... يوم يطيره فوق بوعود حل مشاكل غزة فور حل اللجنة الإدارية، ويوم يهوي به أرضا عندما يتلكك ويعلن أن المشوار لا يزال طويلا.

رأي المواطن القرفان من الوعود والاشتراطات اتجاه الازدواجية السياسية يتلخص في ترديده المثل الشعبي المصري: "اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب".

ما يزيد الحيرة في فهم سلوك السياسي هو قدرته على تقمص دور الوطني الأول الذي يدافع عن مصالح الشعب الفلسطيني من المؤامرات الخارجية والداخلية، أو ببساطة "يعيش الدور" وكأنه منفصل عن الواقع المدمر بسبب إجراءاته وغزواته الداخلية ونزاوته السياسية.

في أجواء الحديث عن المصالحة يفترض أن نصبر ونبحث عن مبررات للتصريحات الاستفزازية التي تصدر من جوقة المخربين لجهود إنهاء الانقسام، وعليه يمكن أن نفترض أن هناك طابورا خامسا من الجن يتلبس بعض القيادات أو الناطقين التخريبيين وهم يتحكمون في سلوكهم الشيطاني، فينطقون بلسانهم كفرا بالوطنية ويمارسون الفاحشة السياسية نيابة عنهم.

ولتأكيد هذه النظرية التبريرية نستدعي ما يقوله بعض العلماء من أهل الاختصاص بأنه: "قد يؤثر الجني المتلبس بالإنسي في سلوكه فيجعله يقوم ببعض الأفعال دون شعور منه، ولكن هذا في الحقيقة لا يمكن إثباته لعدم خضوعه للمقاييس المحسوسة، لأن التلبس من الجني للإنسي أمر خفي لا يحس به إلا من عاناه".

ربما أفضل طريقة لعلاج هؤلاء المتلبسين بالجن السياسي من جنسيات ومشارب مختلفة استخدام الضرب لإخراجهم من عقول وألسنة هؤلاء القادة "المركوبين"، فإذا استمروا بتمرير التصريحات المحبطة أو واصلوا تنفيذ الإجراءات التخريبية للمصالحة فليس أمام المواطنين إلا أن يخلعوا أحذيتهم وينهالون عليهم ضربا ويرددوا: "أخرج .. أخرج.. أخرج".

البث المباشر