أثار صدور الأمر الملكي الخاص بالسماح للمرأة السعودية بقيادة السيارة، مساء الثلاثاء الماضي، ضجة واسعة في الأوساط الشعبية السعودية ترددت أصداؤها عربيا إلى جانب متابعات إعلامية واسعة إقليميا ودوليا، لدرجة أن المتابع العربي يعتقد أن هزة عروبية إسلامية أصابت الأمة من المحيط إلى الخليج جعلته يغني "طب هزة يمين طب هزة شمال".. بل إن إعلان بيع جزء من أرامكو لم يمس شغاف قلب السعوديين كما فعل السماح للمرأة بقيادة السيارة.
وبينما الجدل مستمر حول القرار، إما بالموافقة أو المعارضة، تقفز من الذاكرة سيرة المرأة الفلسطينية التي قادت عبر عقود دوريات فدائية لتنفيذ عمليات ضد الاحتلال في الأراضي المحتلة، ووجهت طائرات إسرائيلية بعدما خطفتها لتخوض مفاوضات مع أقوى دولة في المنطقة، وقادت حالة التعبئة والتحشيد وشكلت ثقافة المقاومة خلال الانتفاضات من خلال دفع أبنائها أو المشاركة بنفسها في عمليات استشهادية متجاوزة كل نساء بني يعرب في زمن الموضة والردة.
وفي زمن كانت المرأة الفلسطينية تبحث عن فتاوى الجهاد والاستشهاد كان المسؤولون في السعودية ورجال الدين يقدمون على مدار عقود من الزمن العديد من التبريرات لقرار منع المرأة لقيادة السيارة في البلد التي يحكم فيها وفقاً لأحكام الشريعة الإسلامية.
لهذا لم تكن ليلة الثلاثاء عادية على السعوديين، بعدما أعلن الملك سلمان بن عبد العزيز بإنهاء ما ميز السعودية عن بلدان العالم كافة، بالسماح للمرأة بقيادة السيارة، الأمر الذي لطالما انتظرته السعوديات، ولطالما رفضه السعوديون.
وسط هذا الترف من النقاش على غرار المثل الشعبي: " كل واحد بقطينه بيقطن"، تزاحم هموم الأمة نساءها قبل رجالها، جراء الحروب الأهلية والصراعات، لكن العالم قرر ألا يرى سوى سعودية خلف المقود، متجاهلا آلاف النساء خلف القضبان والأنقاض.
وبمناسبة هذا الحدث التاريخي، تفاعل العديد من المشاهير والساسة حول العالم، سواء من السعوديين أو العرب أو الأجانب، حتى أن بعضهم علق على الحدث أنه من أعظم القرارات في الوطن العربي في آخر 100 سنة.
ألف مبروك للسعودية وأهل السعودية...