الانحراف الفكري قد تكون واجهته فكرية وخلفيته أمنية

الشريف: التحقيقات أثبتت وجود علاقة بين عملاء وأصحاب فكر منحرف

الشريف: التحقيقات أثبتت وجود علاقة بين عملاء وأصحاب فكر منحرف
الشريف: التحقيقات أثبتت وجود علاقة بين عملاء وأصحاب فكر منحرف

الرسالة– محمود هنية

قال العقيد زكي الشريف نائب رئيس هيئة التوجيه السياسي بوزارة الداخلية في غزة: "إنّ الانحراف الفكري في غزة لا يتعدى كونه بعض حالات ويجري التعامل معها"، مؤكدًا أن خلفية كثير من هذه الحالات "أمنية".

وكشف الشريف في حديث خاص بـ"الرسالة نت" أن الاحتلال يقف بشكل مباشر أو غير مباشر خلف دعم بعض المنحرفين فكريًا، مبينًا أن التحقيقات اثبتت ارتباط قاتل الشهيد مازن فقها مع عناصر الفكر المنحرف وثبت أثناء التحقيقات ارتباط هؤلاء الأشخاص مع هذا العميل.

وذكر أن التحقيقات اثبتت أن عملاء آخرين شاركوا في قتل مقاومين، لديهم علاقة مع أصحاب الفكر المنحرف "بل وكان بعضهم يختفي خلف هذا الفكر لتنفيذ الدور الأمني، للتأكيد على أن الحالة ظاهرها فكري وخلفيتها أمنية".

وأوضح أن دور الاحتلال يبدأ من حيث استدراج هؤلاء الشبان الذي يتمتعون بحماسة مندفعة، ويغذيهم بمعلومات تكفيرية عبر الانترنت من خلال شخصيات وهمية، ويقدم خدماته في المجالات الإعلامية لهؤلاء "من باب فتح إراقة الدماء واحداث تصفيات داخلية واستحلال دماء".

وأكدّ أن الاحتلال يلجأ لإسقاط هذه الحالات بطرق غير مباشرة، سواء عن طريق مخابرات دول أو شخصيات وهمية أو علماء مخترقين، ويجري تقديم الدعم بطرق لوجستية غير مباشرة لهم.

وذكر الشريف أن عملية التعبئة تتم من أشخاص مجهولين لدى عدد كبير من هؤلاء، و"الخطورة تكمن فيما يوفره بعضهم من خدمة مجانية سواء كانوا يعرفون أم لا للاحتلال، وذلك كما فعل قاتل الشهيد مازن فقها الذي أقدم على عملية الاغتيال وقدم للاحتلال خدمة مجانية".

وأشار إلى أن الاحتلال استغل حاجة بعض الشبان لاستدراجهم، "ومن خلال المقابلات والمراجعات الفكرية، اتضحت دوافع الجهل والفقر والحماسة التي استخدمها الاحتلال لاستدراج كثير من هؤلاء وإسقاطهم".

وأكدّ أن التحقيقات أثبتت تورط عدد من المنحرفين مع الاحتلال، ومن بينهم من يتم استخدامه لاستغلال الشبان المندفعين ضد أبناء شعبهم، موضحاً أن هدف الاسقاط لهؤلاء الشبان ليس شرطًا فيه تقديم معلومات، "فقد يتم استخدامهم لتحقيق اهداف بأقل جهود وتكاليف ممكنة، من خلال العبث في الجبهة الداخلية وأمنها".

وبيّن أن من بين أهداف عمليات الاسقاط لهؤلاء الشبان تسخير أشخاص بوازع ديني من أجل التحريض على قتل وسفك دماء واستحلال أموال أفراد المجتمع، وتفتيت الجبهة الداخلية.

وكانت الأجهزة الأمنية قد القت القبض قبل عدة أشهر على أشخاص من ذوي الفكر المنحرف، خطفوا رجل اعمال فلسطيني في غزة لقاء أخذ دية منه، قبل أن تلقي الأجهزة الأمنية القبض عليهم في غضون ساعات قليلة.

وأكدّ الشريف أن خطورة الفكر المنحرف أن ظاهره متدين ويخفي اخطارا امنية عديدة، من شأنها أن تفقد المجتمع أمنه الخاص، مستدلا على شخص جرى اعتقاله وتبيّن لاحقا أن الموساد الإسرائيلي هو من يدير صفحته حتى بعد اعتقاله.

وأشار إلى أن الاحتلال يوظف أحقاد بعض الأفراد الشخصية للإخلال بالأمن العام في المجتمع، وضرب صواريخ فترة التهدئة؛ للإضرار بمقدرات المقاومة.

وعن خطوات المعالجة، أوضح الشريف أن العلاج يكمن في ناحيتين الأولى فكرية والثانية أمنية، موضحًا أن الجانب الفكري يتمثل في خطوتين الوقاية والعلاج. وأضاف: "نحرص على المعالجة الفكرية مع المضللين وعاد كثير منهم إلى رشده، خاصة وأن المجتمع برمته لفظ التعامل معهم، وبعضهم تبرأ من افعاله أقرب الناس اليه، ويتم العمل على سد احتياجات بعض الافراد الذين تستغل حاجاتهم لإسقاطهم".

وأشار نائب رئيس هيئة التوجيه السياسي بوزارة الداخلية إلى أنه جاري العمل على محاصرة الحالة من الناحية الأمنية وإغلاق المنافذ التي يمكن أن تستغل للإيقاع بالشباب، مشيرا إلى أهمية التوعية الدينية من العلماء الثقات للحيلولة دون اسقاط الشباب.

 

البث المباشر