تعيش معاصر زيت الزيتون في قطاع غزة أياماً ذهبية، بعد أن دخل موسم عصر الزيت أسبوعه الأول، وشرع المزارعون في جني الثمار التي اعتنوا بها طوال أيام العام منذ مراحل ازدهارها، وحتى هذه المرحلة التي تعتبر الأخيرة لها قبل أن تتحول إلى زيت زيتون.
لمتابعة صور عصر الزيتون اضغط هنا
المخزون السنوي للزيت، يعتبر من أهم ما يسعى إليه الفلسطينيون خلال هذا الموسم، إذ تشتري كل عائلة ما يكفيها طيلة أيام العام من الزيت الذي يكثر استخدامه على موائد الطعام وخصوصاً في وجبتي الإفطار والعشاء بعد أن يضاف مع الأطعمة الخفيفة، مثل الأجبان والزعتر والفول والحمص وغيرها...).
ويقصد المواطنون المزارعون والتجار لشراء الزيت، غير أن عدداً منهم يذهب إلى المعصرة مباشرة لشرائه، بعد أن يشاهد عملية عصره، حتى يطمئن على أن مخزونه السنوي لم يغشّه البائع بطريقة أو بأخرى.
ويوضح يوسف عودة صاحب معصرة زيت الزيتون أن هذا الموسم يشهد وفرة عالية من حيث الكميات المنتجةـ، بحيث أتى المزارعون بكميات زيتون قد تصل إلى ضعف العام الماضي، ما أـدخلهم في موسم مميز إلى درجة ما.
ويعدد، مراحل العصر إذ تبدأ مع جلب الزيتون إلى المعصرة، ومن ثم تقوم الآلات بغسيله وتنقيته من الشوائب، ثم طحنة وفرزه إلى قسمين، الأول يعد مطحون الزيتون "سادة" وهو –الزيت-والآخر، ما تبقى من الزيتون ويدعى الجفت.
ويوضح التاجر محمود خليل أن هذا الموسم يعتبر مميزاً مقارنة بالعام السابق، إذ تشهد فيه أسعار الزيت انخفاضاً ملحوظاً بأنواعه المختلفة، موضحاً أن معظم المواطنين يفضلون الزيت السري كونه يتميز بطعمه الثقيل وبلغت ثمنه هذا الموسم 90 دينار للجالون البالغ وزنه 16 كيلو جرام، بينما تفاوت ثمن الأصناف الأخرى بين 70 إلى 75 دينار، وهي "الكي 18" والسُّري والشملاني.
وكون الأسعار تعتبر مناسبة إلى حد ما، يؤكد التاجر "للرسالة" أن مبيعات الزيت تشهد إقبالاً ملحوظاً من المواطنين خلال هذه الأيام، إذ تقوم كل عائلة بشراء مخزونها السنوي الذي قد يصل إلى أربعة جالونات كونه يعد من الأصناف الرئيسية على موائدهم.
ويتوقع التاجر الاستمرار في انخفاض أسعار الزيت بعد دخول الزيت من الضفة المحتلة إلى قطاع غزة خلال الأيام المقبلة، إلا أنه يؤكد أن زيت القطاع يبقى بجودة أعلى.
ويمتلك الحاج عايش حسن قرابة ال 15 شجرة زيتون يزيد عمرها عن 50 عاماً، بعد أن ورث الأرض وبها الأشجار من والده.
يقول حسن "للرسالة"، "منذ أن تزوجت قبل 40 عاماً، لم أشترِ الزيت من الخارج، إذ اعتمدنا وعائلتي على أشجار الزيتون الذي غرسها والدي في توفير مخزوننا منه طول العام".
وأضاف صاحب الـ 64 عاماً، "أمضي وقت كبير طوال أيام العام في الاعتناء بالأشجار والثمار، حتى نخرج بمحصول ممتاز يكفينا أنا وعائلات أبنائي لتخزين الزيت والزيتون المخلل، موضحاً أن أبناءه وأحفاده يشاركوه عملية القطف قبل الوصول إلى المزرعة".
وعن نوعية الزيتون، يكشف أنه لا يمتلك إلا الصنف السُّري، الذي يعد الأفضل من بين بقية الأنواع، ويؤكد أن أشجار الزيتون تعد أغلى ما يملكه، ويرفض فكرة التفريط بها وفي الأرض مهما كان الثمن.
وكانت وزارة الزراعة في قطاع غزة قد أعلنت نهاية الشهر الماضي، عن مواعيد قطف ثمار الزيتون لعام 2017، وحددت الوزارة في بيان وصل "الرسالة " نسخة عنه، أن موعد قطف الزيتون المخصص "للتخليل" 1 أكتوبر المقبل للأصناف كافة، فيما حددت مواعيد المخصص للعصر، "السُّري والشملاني" في 6 أكتوبر، بينما "النبالي والكي 18" في 20 من الشهر المقبل، وتمنت أن يكون موسمًا زراعيًا جيدًا للمزارعين.